Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لا دجاج في صناديق الاقتراع

تقول نكتة مصرية إن رجلاً ذهب لشراء دجاجة، فقيل له: اصعد إلى الطابق الأول لتقديم طلب شراء، ففعل، ثم راح يقدّم الطلب، فسأله الموظف: أي نوع من الدجاج تفضل.. بلدى أم مستورد؟ قال: أفضل البلدي. قال له: إذن اصعد إلى الطابق الثاني؛ لتحصل على طلبك، وهناك سأله موظف آخر: تريد الدجاجة حيّة أم مذبوحة؟

A A
تقول نكتة مصرية إن رجلاً ذهب لشراء دجاجة، فقيل له: اصعد إلى الطابق الأول لتقديم طلب شراء، ففعل، ثم راح يقدّم الطلب، فسأله الموظف: أي نوع من الدجاج تفضل.. بلدى أم مستورد؟ قال: أفضل البلدي. قال له: إذن اصعد إلى الطابق الثاني؛ لتحصل على طلبك، وهناك سأله موظف آخر: تريد الدجاجة حيّة أم مذبوحة؟ قال: اريدها مذبوحة. فأجابه: إذن اصعد إلى الطابق الثالث؛ لتنال طلبك. وهناك سأله موظف ثالث: تريدها بريشها أم بدونه؟ قال: أريدها منزوعة الريش، فأجابه: إذن اصعد إلى الطابق التالي؛ لتنال طلبك، وهناك قيل له: هل تريد معها الأحشاء أم بدونها؟ فأجاب لا أريد الأحشاء. فقيل له: إذن اصعد إلى الطابق التالي؛ لتحصل على دجاجتك! وهناك وجد الموظف يطالع في بيانات طلبه، ثم يقول له بابتسامة: نأسف.. فقد نفد جميع ما لدينا من دجاج! ولكن.. ما رأيك في النظام؟!هذا السؤال الأخير، هو ما لا نريد أن نسمعه، بعد انتخابات تشريعية عراقية، بدأت نظيفة، ويبدو أنها ستنتهي كذلك، فيما تشير النتائج الأولية الصادرة عن مفوضية الانتخابات العراقية أن قائمة “العراقية” التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي قد حققت تقدمًا طفيفًا على منافسه الرئيسي نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي، الذي رد على نتائج الانتخابات مطالبًا بإعادة فرز الصناديق يدويًّا؛ للتأكد من سلامة عمليات الفرز. إلى هنا والأمر يبدو عاديًّا وطبيعيًّا، فطلبات إعادة الفرز تحدث في أرقى الديموقراطيات، وقد تابعنا كيف أُعيد فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي حملت جورج بوش الابن إلى البيت الأبيض بفارق بضعة أصوات عن منافسه الديموقراطي آل جور، لكن ما ليس طبيعيًّا هو أن يكون طلب إعادة الفرز مشفوعًا بعبارة: “للحيلولة دون انزلاق الوضع الأمني في البلاد، وعودة العنف”. فتلك العبارة تحوي تحذيرًا مبطّنًا بأنه إمّا اعادة الفرز، وإمّا العودة إلى العنف! وهو للأسف ما قد يعكس ثقافة شمولية عربية قديمة تعتبر الانتخابات هي مجرد وسيلة لإعلان فوز الحاكم، ولا أحد سواه، أي أن الاعتراف بنتائج الانتخابات رهن بالفوز فيها.ليس مهمًّا أن تكون الصناديق زجاجية أو خشبية، ولا المهم هو أن تجري العملية الانتخابية بسلاسة وسهولة وسط أجواء احتفالية بأن في العراق ديموقراطية، المهم هو احترام إرادة مَن وضعوا أصواتهم في الصناديق، مهما كانت خياراتهم، أمّا أن يكون النظام جميلاً، لكنه غير فعّال على طريقة سوق الدجاج في النكتة السابقة، فهذا أمر قد يحتمله الدجاج، لكن الشعوب لا تستطيع احتماله.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store