لا أدري لماذا الخطوط السعودية مُستمرة في تصميمها غير المُبرر في عدم تسيير رحلات بين محطات داخلية ذات كثافة حركية وعلى سبيل المثال لا الحصر الطائف – المدينة ، والطائف – تبوك والعكس ، مما يعني أن تقديم الخدمة لهؤلاء المسافرين أصبح حقاً مشروعاً في ظل احتياجاتهم العملية وضرورة تواصلهم الاجتماعي ؟!
لا أدري ما الذي يجعلها تُهمِّش النداءات المُتكررة من أبناء هذه المُدن - تحديداً - التي كانت تنعم بخدماتها – على قِلتها ومن باب لا يُدرك كله لا يُترك جُله – رضوا بالقليل ليتفاجأوا بحرمانهم من هذا القليل الذي أفسد عليهم فرحتهم ، وأقلق راحتهم ، وجعلهم يتحملون وعثاء السفر البري - مُرْغَمِين - على الرغم من خطورته في ظل تباعد المسافات بين المُدن ، وعدم وجود وسيلة أخرى مُريحة وآمنة ؟!!
لا أدري هل الخطوط السعودية بفعلتها غير المدروسة - هذه - لا تعلم أنها قد سببت خللاً مُجتمعياً تمثل في « نَفْرَة « المسافرين من الطائف إلى المدينة والعكس ، ومثلها من تبوك إلى الطائف والعكس ، بسبب عدم وجود رحلات من مُدنهم لوجهاتهم المرغوبة ؛ الأمر الذي ترتَّب عليه زيادة عالية في مُستخدمي الطرق السريعة الذي لا يخفى عليكم تداعيات استخدامها المميتة ، ناهيكم عن التكدس الكبير في المطارات التي تركزت فيها انطلاقة الرحلات - مطار الملك عبد العزيز الدولي أنموذج - في الوقت الذي كان من المفروض أن تأخذ في الاعتبار أن تشغيل المطارات الإقليمية سيؤدي إلى تفتيت هذه المُشكلة ، وتحجيم تداعياتها ؟!
تساؤلات - أزعم بمنطقيتها - أطرحها على السُلطات العُليا في الهيئة العامة للطيران المدني ؛ بهدف إعادة النظر وبأقصى سرعة ممكنة في تسيير رحلات بين هذه المُدن إما على متن الخطوط السعودية أو على أي ناقل جوي آخر ، وكلي أمل أن تلقى هذه الدعوة أذاناً صاغية وعقولاً واعية .
***
التوصية التي أقرها مجلس الشورى في جلسته الأخيرة والمتضمنة تغيير إجازة نهاية الأسبوع إلى الجمعة والسبت بدلاً من الخميس والجمعة حظيت بالكثير من ردود الأفعال المؤيدة والرافضة ، في المقابل نظر إليها آخرون بأن تنفيذ هذه التوصية سيُخِّل بالنمط الروتيني الذي تعوَّد عليه المُجتمع السعودي المُصاب بحُمَّى « مقاومة التغيير « كردة فعل أولية ترتكز على الاجتهاد الشخصي والانطباع الأولي أكثر من كونها مُخْرَجاً لقراءة متأنية لما وراء هذه التوصية .
من وجهة نظري أرى أن إقرار هذه التوصية لا يعدو كونه إجراءً إدارياً بحتاً يجب ألا نُحَمِّلُه أكثر مما يحتمل ؛ فالمُبرر الذي بُنيت عليه التوصية هو ردم جزء من الهُوَّة بيننا وبين العالم في حقل المال والأعمال ، وليس لها من الإسقاطات السلبية التي تناثرت هنا وهناك أي مُستند منطقي ، فليس من المعقول أن ننقطع عن العالم أربعة أيام كاملة تحت ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان ، فالتوصية حافظت على إبقاء عيد المُسلمين الأسبوعي إجازة ، ولا اعتقد أن ثمة فرقاً جوهرياً يمنع من أن يكون السبت بديلاً للخميس ، الأمر الذي – في حال تفعيل هذه التوصية – سيزيد من حضورنا على المستوى الدولي يومين إضافيين .
السؤال الأهم في المرحلة المُقبلة : هل ستكون هذه التوصية واقعاً نتعاطاه في القريب العاجل ، أم أن البيروقراطية ستكون لها بالمرصاد أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ؟
لحظات الانتظار – دوماً – صعبة ومملة ، لذلك نأمل من الجهات المُحالة لها هذه التوصية العمل على تنفيذها كي يكون للتغيير روح تُجدد الراكد في الأوردة المُتكلِّسة .
Zaer21@gmail.com
الخطوط السعودية والإجازة الأسبوعية
تاريخ النشر: 28 أبريل 2013 02:46 KSA
لا أدري لماذا الخطوط السعودية مُستمرة في تصميمها غير المُبرر في عدم تسيير رحلات بين محطات داخلية ذات كثافة حركية وعلى سبيل المثال لا الحصر الطائف – المدينة ، والطائف – تبوك والعكس ، مما يعني أن تقديم
A A