Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المُبتعثون بين الاستقطاب والإحباط..!

لا أدري والله لِمَ لا تسير الأمور في بعض جهاتنا بصورةٍ طبيعية منطقية؟ لا أدري إلى الآن -ومنْ كان يدري فليُخبر من ْ لا يدري- لماذا تسير الأمور بصورةٍ محبطةٍ وغير متوقعة في كثيرٍ من الأحايين؟!

A A
لا أدري والله لِمَ لا تسير الأمور في بعض جهاتنا بصورةٍ طبيعية منطقية؟ لا أدري إلى الآن -ومنْ كان يدري فليُخبر من ْ لا يدري- لماذا تسير الأمور بصورةٍ محبطةٍ وغير متوقعة في كثيرٍ من الأحايين؟!
وسأضربُ لذلك مثالًا: أليس من المنطقي بل والواجب أن تتبنى وزارةٌ كبرى ومهمة كوزارة التعليم العالي المُبدعين والمتميزين من المنتسبين إليها أو من مبتعثيها من أبناء الوطن الكرام؟!
أليس من المنطقي والطبيعي والواجب أن تبحث الوزارة عن كلِّ شاب مواطن وهبه الله تميزًا دراسيًا أو استطاع أن يُحقِّقَ إنجازًا علميًا؟ فتستقطبهُ وتستوعبُه؛ وتفتح له مجالاتٍ رحبةٍ من الفرص في التوظيف والدعم والتبني؟ أليست الدولةُ مشكورة هي منْ قامت على تعليمه وابتعاثهِ وأنفقت الأموال من أجله؟ ولماذا؟ أليس من أجل أن تستفيدَ منه؟ ويجد هو مكانه الطبيعي في جامعات ومؤسسات بلده؟
يبدو أن هذا المقال سيكون مقال الأسئلة التي تبحث عن أجوبـــة!
ولكني أقـول: شاهدتُ بكثيرٍ من الدهشةِ وقـدْ تميـَّزتُ الغيظ، إلا أنه غيظٌ مشوبٌ بكثيرٍ من الحزن، عندما اجتمع على طاولة (الثامنة) مع داود جمعٌ من طلابنا المتميزين المبتعثين في أرقى جامعات العالم، والذين حققوا إنجازاتٍ علمية فريدة، وأدَّوا ما عليهم لأنفسهم ولوطنهم، ومع ذلك: لـم يَـرقْ هـذا كـلُه؛ ولم يأت على هوى وزارتنا الموقرة ليدفعها في الاتجاه المنطقي والطبيعي والواجب؛ لتستقطبَ هـؤلاء النفر وغيرهم من المتميزين ليأخذوا فرصتهم وحقهم في خدمة وطنهم وبلدهم، وليشاركوا ضيوف هذا الوطن من المتعاقدين في الاستفادةِ والإفادة؟!
د. ناصر دهيم هذا الشاب المواطن اللبق الخلوق، طالب الدكتوراه في (كلية الطب بجامعة سيدني)! ومؤسس موسوعة الأدوية السعودية منذ 2006 ومؤسس مشروع الصحة الذكية والذي تم اختياره ليكون مشرفًا على طلاب الماجستير في جامعةٍ كندية! شابٌ سعودي مُبتعث وبهذا الحجم من الإنجازات والتفوق العلمي، لم يستطع أن يُقنعَ جامعته (جامعة الملك سعود) التي تُعلن بزهو أنه أحد طلابها! لم يستطع أن يُقنعها بأن يكون أحد منسوبيها؟!!
في الوقت ذاتـه التي يُسـافر المعنيون في الجامعة كغيرها من جامعات المملكة للبحث والتعاقد مع المحظوظين ولكن من غير أبناء هذا الوطن!!
ليس الأمر متوقفًا عند (ناصر) بل هناك الكثير من أمثاله ممّن حضروا الحلقة وغيرهم، هؤلاء بدلًا من أن تبحث عنهم جامعاتهُم وتُغريهم بالفرص والمزايا، تـراهمْ مع الأسف يستـجـدون هــذه الـجامعات، وتُحالُ أوراقهم إلى لجانٍ وموظفين لا يُقدِّرون إنجازاتِهم ولا يعترفون بحقهم! وتمضي الأشهر والسنين في رحلةٍ كئيبةٍ مُحبطة لا تنتهي في الغالب إلى ما يحقق لهؤلاء الشباب أمنياتهم وطموحاتهم!
وإني أعرف وأسمع وأقرأ كما يقرأ غيري كثيرًا من قصص المعاناة من هذا النوع، ولا أدري ما الذي يحول بين أن تقوم الوزارة والجامعات بدورها المنطقي والطبيعي والواجب تجاه أبنائها ومبتعثيها، أم أن الأمـر يـقف عند حد الشعارات والدعايات والمؤتمرات واللهث وراء التصنيفات فقط!!
إن الاستثمارَ الحقيقي والنجاح الحقيقي ومعيار التصنيف الحقيقي؛ هو في مدى قدرة الجامعة في تأهيل ودعم هؤلاء الشباب من أبناء الوطن، سواء من الطلاب أو من المبتعثين المتميزين! ولنُخفِّف من اللهث والتنافس وراء التصنيفات العالمية ومشروعات الاعتماد والجودة!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store