Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قطع غيار بشرية

في ظل التقدم الهائل في أبحاث الهندسة الوراثية (Genetic Engineering)، وهو علم يهتم بدراسة التركيب الوراثي للمخلوقات الحية..

A A
في ظل التقدم الهائل في أبحاث الهندسة الوراثية (Genetic Engineering)، وهو علم يهتم بدراسة التركيب الوراثي للمخلوقات الحية.. وحتى تاريخ 1970 ميلادية كان إجراء الأبحاث على الحمض النووي الـ(دي أن أي) من أصعب الأمور التي كانت تواجه علماء الوراثة والكيمياء، وكانت معظم الأبحاث تجرى بشكل غير مباشر على الحمض النووي الريبوزي الـ (آر- أن - أي) أو البروتين، والمعروف بعلم الوراثة الجزيئية.. كما استطاع العلماء استكشاف الجينات الموجودة في (الكروموسومات)، كما استطاعوا تغييرها وتعديلها بالشكل الذي يريدون.. وأمكن إنتاج كميات كبيرة من البروتينات كالهرمونات واللقاحات المختلفة والتي كانت تنتج في السابق من الجثث الميتة أو تستخلص من الحيوانات..!
لقد غير هذا العلم المنطلق بسرعة فائقة؛ الكثير من المفاهيم الطبية والتي دفعت كثير من كليات الطب إلى تعديل مقرراتها لتزويد طلابها بالمزيد من هذا العلم. إضافة للعلاج الجيني (Gene Therapy) وهو عملية إدخال مورثات سليمة إلى الخلايا.
وهنا نقف إجلالًا وإكبارًا لقول الله جل جلاله: (عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، فالعلم تقدم وتطور تطورًا هائلًا خاصة علم التهجين الذي يخدم البشرية، فهناك التهجين للحيوانات والفواكه، ونتاج ذلك فواكه وخضروات بأشكال لم نتعود على رؤيتها..!
على كل حال، لقد تم إنتاج (كلية بيولوجية)؛ قد تعيد الأمل لمرضى القصور الكلوي..! إذًا لا نستغرب إذا أتى اليوم الذي تتوفر فيه قطع غيار بشرية، وعندها سيكون الطلب عليها سَهلًا وعَاديًا، فعندما يسافر شخص ما خارج المملكة قد يَطلب منه أحد أقاربه أو أحد أصدقائه قائلًا: (تكفى) احضر لي معك من ألمانيا أو أوربا أو أمريكا أو اليابان قطعة غيار بشرية قد تكون يدا أو قدما أو كلية، أو حتى قلبْ يكون أصليا لأن بعض التجار في بلادنا يجلبون إليها على الدوام الأنواع الرخيصة والمقلدة كالصيني الصنع والكوري والتايلندي والهندي..؟ وستطيل قطع الغيار البشرية هذه عمر الإنسان بالطبع بعد مشيئة الله..!
وممكن أن يأتي اليوم الذي بإمكان العلوم الطبية أن تُغيِّر وتتحكم في طباع الإنسان والساعة البيولوجية لديه والتفكير والمزاج والفرح والحزن..!
ونتمنى أن يجيء اليوم وسريعًا الذي يمكن فيه تغيير طباع اللصوص والنصابين والمفترين الذين يملأون الأماكن وبعض الوظائف، وجعل ضميرهم يحثهم على عدم السرقة ومخافة الله في وطنهم وفى أنفسهم..! ونعتقد لو حصل ذلك سوف تبقى نزاهة - مرتاحة - دون عمل يُذكر.!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store