«بابا no »!!

* صرخ في وجه الحلاق :
حاول تنقل حبة الخال إلى اليسار ،لا على (جنب) ،لا أسفل العين يميناً.. فوق.. تحت.. !!
تداخلت الكلمات.. ضحك وتعليقات على ما حدث.. قفز إلى السيارة، وسط ضجيج وسرعة جنونية.. كادت تقضي على عابري الشارع , الوالدان يدفعان ثمن تصرفات وأخطاء الابن.. لا يهمه الثمن مهما كانت قيمته.
يغضب جداً حين سؤاله بعد وصوله في نهايات الليالي أو طلوع الشمس. انتظار.. ارتفاع وانخفاض في السكر والضغط للأم والأب.. لا يشغل داخله أي إحساس.
حاول والده الدخول معه في نقاش وعودة الهدوء والراحة إلى المنزل , صراخ.. انفعالات.. جنون كادت تحطم أثاث وجدران المنزل.
يدخل صالون الحلاقة.. يخرج منه بحركة دوران سريعة ومضحكة.. تحول إلى نكتة يتداولها من ينتظر دوره في الصالون .ابتسم في وجه صديقه الذي انشغل بتسريح شعره الناعم والرؤية الطويلة في المرآة للتغييرات الشكلية الشاملة وجهاً وشعراً ونقاطاً سوداء على الخد الأيمن...
الوالد يقف في الشارع لتوقف سيارته المفاجئ ,لاحظ سيارة ابنه (تهتز) بجانب الطريق , لم يفاجأ بوالده المسكين.. طلب منه إيصاله إلى مكان قريب لإصلاح السيارة..
رد الابن (no) , بابا انطلق مسرعاً, بحث الأب طويلاً عن سيارة أجرة وإجابات لأسئلة لا نهاية لها.
المؤسف أن بعض الآباء علاقتهم شبه مقطوعة مع الأبناء , لايعلم في أي مرحلة يدرس ابنه ولا يعرف طريق المدرسة , يتركه يدخل ويخرج من البيت " على راحته " ،لا سؤال ولا جواب , الأم هي الأخرى تترك ابنتها وسط العواصف والرياح وربما الذئاب المفترسة !
يقظة :
إلى صفالك زمانك عل ياظامي
اشرب قبل لايحوس الطين صافيها
الوقت لو زان لك ياصاح ما دامي
ياسرع ما تعترض دربك بلاويها
خالد الفيصل