Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الاتحاد الرياضي للجامعات وهذه الوقفات!!

المصداقية والفاعلية وترتب الآثار المقصودة في أي عمل ومن أي نوع ومن أي جهةٍ من أهم معايير وأسباب تحققهِ: تطابق التنظير مع الممارساتِ والتطبيق، وتوافق القولِ مع العمل، والمُعلن مع غير المعلن!

A A
المصداقية والفاعلية وترتب الآثار المقصودة في أي عمل ومن أي نوع ومن أي جهةٍ من أهم معايير وأسباب تحققهِ: تطابق التنظير مع الممارساتِ والتطبيق، وتوافق القولِ مع العمل، والمُعلن مع غير المعلن! فإذا حصل انفصامٌ أو تنافر أو تباعد بين هذين الأمرين فهنا يفقد العمل مصداقيته وأهم أسباب نجاحه وديمومته!
ولاشك أن الأمرَ يتأكَّد هنا إذا كان هذا العمل تتبنَّاه جهاتٌ معنيةٌ بالتربية أو الدعوة أو التعليم!
وسأناقش اليوم برنامجًا تقدمه وزارة التعليم العالي له علاقة مباشرة بالطلاب فهو لهم ومن أجلهم، وأعني به: الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية، وهو اتحادٌ رياضي يُعنى بتنظيم المسابقات الرياضية بين طلاب الجامعات.
ورؤيته المنشورة هي: تحقيق التميز والريادة للرياضة في الجامعات السعودية للوصول إلى مستويات عالمية متقدمة بما يتناسب مع قيم الجامعات ومبادئها وأهدافها.
والرسالة المعلنة لهذا الاتحاد الرياضي هي: رعاية الحركة الرياضية الجامعية ودعمها وتطويرها ورفع مستواها من خلال مجتمع رياضي يشجع على تطبيق الروح الرياضية... إلخ.
فالهدف إذًا هو الطالب من جهة توفير فرص اكتشاف مواهبه ودمجه في برامج رياضية نافعة وتعرّفه على زملاء له في مناطق مختلفة بما (يتناسب مع قِيَم الجامعات وأهدافها) كما نصّت عليه رؤية الاتحاد، وهذا هو المهم ومربط الفرس!
المهم ألاّ ننجرفَ وراء التنافس والتنظيم والإكثار من المسابقات على حساب القِيَم الجامعية وعلى حساب الرؤية والرسالة!
بمعنى: أن الذي ألاحظه ويلحظه غيري ولاشك، أن همّ الاتحاد، وبالتالي أصبح همًّا لعديد من الجامعات هو المنافسة للحصول على مراكز متقدمة! وهذا مطلب طبيعي لا غبار عليه، ولكن ليس هو الهدف والغاية!
فعندما يكون هدفًا كما هو حاصل الآن فإن التفكير يكون منصبًا على كيفية الحصول على المركز المتقدِّم؛ وهنا تختلف الوسائل وتتنوع الأساليب!!
وقد تُصدم أحيانًا - كما هو حاصل مع الأسف - بأساليب وطرق تتناقض أو تبتعد كثيرًا عن قِيَم الجامعة التي نُعلمها لأبنائنا الطلاب! ولا تجدُ الاتحاد يُحرِّك ساكنًا! ولا أظن أن هكذا أمور تخفى عليه، من خلال ما يرده من شكاوى واعتراضات، أو من خلال متابعته ومسؤوليته، وإن كانت تخفى فتلك مصيبة أعظم!
إن المُحزن والمُؤسف عندما يأتيك طالب أو طلاب يسمعون بل ويشاهدون ما قد يدور ويحصل في بعض المسابقات التي ينظمها الاتحاد من تجاوزات أو تلاعب في اتجاهٍ ما، ثم يُطلب منك أن تحذوَ حذو هذا المسيء! بما أن النتائجَ هي الغاية وأن جامعتَه قد تلومه عند عدم تحقيقها! وبما أن الأمور قد لا تحصل إلا بهذه الطرق!!
لذلك فإن الأمر يحتاج إلى ضبطٍِ ومتابعة وإلمام بواقع هذه المسابقات، حتى لا ينحرف المسار، ومنْ في الاتحاد من مسؤولين نرجو فيهم ومنهم الخير بحول الله.
ومن جهةٍ أخرى: فإن أنشطة الاتحاد الكثيرة أثّرت سلبًا على أنشطة الجامعات الداخلية، وبالتالي خبت كثيرًا الحركة الرياضية الداخلية، لذا نأمل من الاتحاد أن يُراعي هذا الجانب ويوازن بين برامج الجامعات الرئيسة الداخلية وبين استحقاقات الجامعة مع الاتحاد.
إن الاستثمار في الشباب ومع الشباب - ومن خلال تجربة ومعايشة - هو من أعظم وأهم بل وأخطر أنواع الاستثمار، لذا لابد أن نُراعي في كل برامجنا وأنشطتنا تحقيق الأهداف والغايات التي تزرع في نفوسهم وتُرسِّخْ القِيَم النبيلة ولا تتناقض مع ما تعلموه من دينهم ومناهجهم. دعواتي للاتحاد الرياضي للجامعات أن يكون محضنًا واعيًا وصادقًا للشباب لاسيما وهو يجد الدعم الملحوظ من معالي الوزير، وفقهم الله وسدَّد أعمالهم للخير.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store