العلاقات غير المتكافئة..!

العلاقات غير المتكافئة أو اللا متكافئة المعنى واحد..! ويُقصد بها العلاقة المُرجِّحة لأحد الطرفين دون الآخر.!
وقد تكون هذه العلاقات بين الأفراد أو بين الدول..! أو بين المواطنين ومؤسسات الدولة، وإذا كانت غير متكافئة قد تكون باهظة الأثر على الطرف الأضعف أو الأفقر والأجهل، وغالبًا ما تنتهي بُالغبن..! وهنا تظهر مدى خطورة ما يُسمَّى بالعلاقات القصرية، وما يُدفع لها من ثمنٍ باهظ.!
هناك من الأشخاص من يدفع ثمن اللا تكافؤ أثناء حياته مقابل من يدفع أضعاف الثمن بعد رحيله..! ولنا مثال على ذلك في بعض الإدارات؛ عندما تظل بعض المعاملات تدور في حلقة مفرغة لسنوات طويلة، بسبب هذه العلاقة القصرية وغير المتكافئة، مما يتسبب في ضياع حقوق بعض الناس، وقد يَمرْ العمر ويأتي الموت دون أن تنتهي..! بينما هذه الإدارات إذا لها حقوق عند "زيد" من البشر، تتحصل عليها في ثوانٍ وبدون عناءٍ يُذكر، وذلك عن طريق إدارة الحقوق المدنية، وقد يتطور الأمر بمنع "زيد" المُطالِب بالحقوق من السفر أو قفل الشاشة عليه في الجوازات مما يؤدي إلى تعطيل أعماله فينصاع عميلنا "زيد" لهذه الإجراءات، ويدفع ما لهذه الإدارة من حقوق قصرًا، وتحت شعار: ادفع أولًا ثم طالب بحقوقك..!
وهناك مثال آخر: إذا كانت هناك عَمالة تقدمت بشكوى ضد مقاول تعمل لديه بسبب تأخير صرف رواتبها.. تقوم الجهات المعنية فورًا بالضغط على هذا المقاول لصرف الرواتب المتأخرة لهذه العمالة، وتبدأ بالإجراءات التنفيذية التي ذكرناها سابقًا، ومنها قفل الشاشة في الجوازات عليه دون النظر إلى أن السبب في تأخر وعجز صرف رواتب هذه العمالة من قبل هذا المقاول هو عدم صرف مستحقاته المتمثلة في مستخلصاته لدى إحدى الإدارات..!
وما ينطبق من أساليب قصرية على هذا المقاول ينطبق على بعض الأفراد من المواطنين الغلابة، الذين ليس لديهم حيلة سوى دفع مبالغ الفواتير المستحقة ولو مُبالَغ فيها، وبها أخطاء لبعض الشركات الخدماتية، والتي ترفع وتعمل بشعار: ادفع أولًا ثم طالب بحقوقك.! فشركة الكهرباء مثلًا لها وسائلها التي تجعل العميل يدفع فورًا، وذلك بقطع التيار الكهربائي عن المنزل أو المنشأة أو المصنع، ولا يهم ما ينتج عن ذلك من تداعيات قد تُسبب خسارة فادحة للمواطن.؟! وما تفعله شركة الكهرباء تفعله بعض الشركات الخدماتية الأخرى مثل شركات الاتصالات والبنوك وغيرهم من شركات التقسيط..!
وطبيعي هذا ما يُسمَّى بالعلاقات غير المتكافئة، فهي علاقات قصرية، وقد تكون مؤذية في معظم الحالات للطرف الأضعف..!