وزارة الصحة بحكم الميزان

حكم الميزان هو النظرة بالمقارنة ما بين الايجابيات في كفة والسلبيات في الكفة الأخرى, ولأنه ميزان العمل الحكومي المعني بخدمات المواطنين وحاجاتهم فإنه من الصعوبة بمكان أن تلغى كفة وتبقى كفة وحيدة, الايجابيات هي المجمل والغالبية, والسلبيات هي الاستثناءات, وأنواع السلبيات عديدة منها المرتبطة بآلية العمل ومنها المرتبط بالإمكانيات أو الظروف العامة ومنها ما هو مرتبط بالسياسات والبرامج وبين قوسين قد نسميها أحيانا الإهمال والتقصير.
في الميزان اليوم نضع نتائج الأعمال لوزارة الصحة, ولكي نكون أكثر منطقية علينا بداية أن نلغي من كفة الايجابيات المبالغات المرتبطة بالتطبيل والتزمير, وهذا يلزمنا بأن نلغي من كفة السلبيات ما ارتبط بالمبالغة الانتقادية أو الجهل في بعض الأمور أو العادات التي تربط مؤسسة خدمية عامة بما تحققه من منفعة شخصية خاصة, فلو زار أحدهم مشفى حكومياً وتلقى ما يريد لمدح الوزارة مديح الكذب, دون أن يلتفت الى أن هناك مستشفيات أخرى لا تقدم هذه الخدمات, ولو انه لم يتلقّ ما يريد لانهال بالانتقاد دون أن ينتبه الى انه فقط هذا المستشفى لديه مشكلة.
بمقارنة بسيطة على خط مستوى الخدمات الطبية الحكومية التي تقدمها وزارة الصحة لدينا بمثيلاتها في الدول الأخرى ولنختار دولة متقدمة لديها من الإمكانيات ما يقارن بنا مثل بريطانيا ومن واقع خبرتي فيها, سنجد أن مستوى الخدمات لدينا لايقل بكثير مما لديهم اذا قارنا حجم ميزانية وزارة الصحة لديهم بوزارتنا, حتى لو قارنا بنفس الخدمات في أميركا سنجد تقارباً بمستوى الخدمات مع الانتباه اننا لا نقارن فقط مهارة الأطباء أو الممرضين او الفنيين بل نحن نقارن مستوى الخدمات بشكل عام من حيث سرعة التعامل مع الحالات أو الأجهزة المتوفرة والإمكانيات.ان فكرة الانتقادات السلبية التي توجه لوزارة الصحة لدينا تكون كثيراً مبالغاً فيها وغير منطقية بل وللأسف حتى بعض كبار الاعلاميين تناول الموضوع بأسلوب الكرة المصمتة دون مقارنة أو دراسة, الرواتب الأجور ساعات العمل ...الخ كلها انتقادات وضعت في كفة السلبيات لتحكم على المستوى العام للخدمات الصحية لدينا, وكلها أمور تتعلق برضا الناس وهي غاية لا تدرك, نعم لدينا سلبيات لدينا انحرافات وبالتأكيد لدينا عمل وإنجازات علينا الاعتزاز بها والعمل على تطويرها للأفضل. مستوى الخدمات الطبية لا يرتبط بشكل رئيسي بحجم الميزانية التي تتوفر لها بل علينا الاقتناع ان هناك عوامل عديدة تتحكم بهذا الموضوع وعلى سبيل المثال لا الحصر تزايد الطلب على الخدمات ونوعية وعدد العمالة المتوفرة لها, لدينا مشكلة وحاجات, لدينا طموح بأفضل مما هو واقع لكن ما لدينا هو جيد وعمل ممتاز ومستوى أفضل بكثير من غيرنا, لدينا ايجابيات كثيرة وإنجازات كبيرة واهتمام بالغ, جميل أن تنتقد سلبية معينة يمكن معالجتها أو العمل على حلها, لكن الأجمل أن تفتخر بما لديك وأن لا تحبط الآخرين برغباتك الانتقادية وحب الظهور والـ «لا» لمجرد «لا».