Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يوم الطفل العالمى..!

قبل أيام كان الاحتفال بيوم الطفل العالمى..وأجدها مناسبة لأذكر أننى كنت فى زيارة لإحدى الدول العربية واستقللت تاكسي من الفندق الذى أسكن فيه..وفى الطريق بدأت المحاورات والمساءلات تأتى من قبل سائق التاكس

A A
قبل أيام كان الاحتفال بيوم الطفل العالمى..وأجدها مناسبة لأذكر أننى كنت فى زيارة لإحدى الدول العربية واستقللت تاكسي من الفندق الذى أسكن فيه..وفى الطريق بدأت المحاورات والمساءلات تأتى من قبل سائق التاكسى عن أى بلد أنتمى وأحوالي وعملي وكم عدد الأطفال لدي.؟
وبما إننى تعودت على مثل هذه الأسئلة وأعتبرها شيئاً متعارفاً عليه فى ذلك البلد المشهود لشعبه بخفة الدم وحب المعرفة والفضول..فان ذلك شجعنى على طرح بعض الأسئلة على محدثى السائق..سألته إن كان يمتلك هذا التاكسى أو يعمل عليه؟ فأجابنى بأنه يعمل عليه براتب شهرى وبنسبة بسيطة من الدخل يعنى ما يعادل 350 ريالاً شهرياً.. فقلت له هل لديك دخل آخر؟ تردد برهة ثم قال نعم لدى عمل آخرفى جهة حكومية أمنية واستلم ما يعادل 120ريالاً شهرياً.؟ وتابع الرجل قائلاً عندى عشرة أطفال ستة أولاد وأربع بنات فقلت له هل يكفيك ما تستلمه من رواتب لمعيشتهم وتعليمهم.؟أجاب بالطبع لا.! إنما أولادى وبناتى يعملون ليساعدونى فابنى أحمد عُمره ست سنوات يعمل- بلية - عند الميكانيكى سيد وأجره ما يعادل خمسة ريالات فى اليوم الواحد وجميع إخوته يعملون مثله فى مهن عديدة ،وأضاف فى بلادنا هناك ألقاب مختلفة تطلق على الأطفال الذين يعملون فى المهن مثل( سُسْته وشُخرم وبُندق ) وأردف قائلاً بصوت عالٍ مستورة ياعم والحمد لله..!
قلت له وماذاعن التعليم.؟رمقنى بنظرة حادة وقال دراسة وتعليم إيه ياعم.؟ احنا كده بنكسب أحسن من المتعلمين.؟
هذا الحديث العفوى وغيرالمُرتبْ يُعد دليلاًً عملياً على تفشى ظاهرة عمل الأطفال وتشغيلهم وتسخيرهم فى شتى أنواع الأعمال المهنية والعسكرية والإرهابية والتسول والتهريب الممنوع وانتهاك حُرْمَاتهُم.؟
وهذا التجاوزلحقوق الأطفال الإنسانية والاجتماعية أفرزما يزيد عن 20000 جريمة طبعاً بإيعازمن عَتاولة الإجرام.؟
إن أكثرمن80 مليون طفل فى عمرالزهورفى الوطن العربى تُسرق أجمل سِني حَياتهم..! فنجد المعاناة والإرهاق مُرتسِمَان على وجوههم البريئة، وأجسادهم لا تكاد تحتمل المزيد من التعب والجهد، وظهورهم الطرية ملتوية، وأياديهم الصغيرة تكابد الأثقال، وحقوقهم مهضومة، وقوانين حمايتهم مُغيّبة، فهم محرومون من اللهو واللعب، مما جعلهم يكبرون في غيرأوانهم..!
إن هؤلاء الأطفال الأبرياء يفترض أن يتوجهوا لقاعات الدراسة للمساهمة فى نهضة بلادهم والرفع من شأن ثقافتهم ليصبحوا ركيزة وعماداً للوطن العربى مستقبلاً.؟ فهل يتنبه العرب لذلك ويمنعون تشغيلهم ؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store