الأهلَّة يا وزير العدل

بعد أيام قلائل يُطِلُّ شهرُ رمضان، وخلال شهر جُمادى الأولـى الماضي شهدَ وزيرُ العدل ( الدكتور محمد بن إبراهيم العيسى) مَوْلِدَ هلال الشّهْر نَفْسِه، من خلال آليّة رصْد الأهِلّة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (صحيفة المدينة المنورة، 13 جمادى الأولـى 1434هـ، ص 7) وأتمنى أنْ تسفِرَ هذه المشاهدَة، عن اعتمادِ رؤية هلال شهريْ: رمضان وذي الحجة على الرَّصْد الآلـي، لاسيّما بعدَ أنْ شاهد الرجُل" بعض الأجهزة التي يتمُّ استخدامُها في مواقع الترائي كالمناظير، والتِّلِسْكوب، وقدّمَ الفنيون شرحاً كاملاً عن تلك الأجهزة، وكيفية عملها فـي الرصْد".
كاتبُ هذا المقال متفائلٌ بـهذه المشاهَدة، وسيكون تفاؤلـي أكثر، يوْم أن يصدرَ قرارٌ من الـهيئة المختصة بترائي الأهلة، أنـها اعتمدت رسمياً الرصد الآلـي، وستكونُ موفقةً أكثر لأنـها- من وجهة نظري- تقطعُ قَوْلَ كل خَطيب، وتضعُ الأمورَ في نصابـها، وتجعل الناس في مأمن من تقلُّبات الأجواء الـمُنَاخِيّة عند الرؤيةِ بالعيْن الـمُجرّدة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإنّ العلماءَ الأفاضلَ في هذا البلد، يُعَوَّلُ عليهم في البتّ في القضايا التي تُقلق الناس، وتقضُّ مضاجعهم، وفي يقيني أنّ الجهة المعنية برصد الأهلة، تأخذ بـ " الحكمة ضالّة الـمُؤْمِن يلتقطُها أنّـى وَجَدَها".
ولعل من الـحِكْمة، والشمسُ في طريقها للغروب، أن تساعدَ أجهزة ترائي الأهلة، على النهوض بما يحقق للأمة الإسلامية مزيداً من التطور والتقدم، فلم يَعُدْ من المجدي التخلّي عن هذه الأجهزة، أو تركها وراء الظهور، أو جعلها عرضة لأنْ تتلحّفَ بالتراب.
سعدتُ أيضاً بتأكيد الأمير الدكتور تركي بن سعـود بن محمد ( نائبِ رئيس المدينة ) بأنّ دَوْرها يكمُنُ في" تقديم المساعدة والمساندَة للجهات المختصة في عملية ترائي الـهلال، من خلال ما تملكه من إمكانيات حديثة، وأجهزة متقدمة".
أرى أن هذه القضية تحتاجُ إلـى بَتٍّ من أصحاب الفضيلة أعضاءِ المحكمة العليا، فالوقت يمضي، والكل في حاجة إلـى قوْل فصْل من المحكمة الموقرة، أسأل الله أن يهيئء للأمة الإسلامية، ولـهذا الوطن وأهله، من أمره رشداً، وكل يوم وأنتم بخير.
فاكس: 014543856