Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سُنّة لبنان في أسر الأسير

ما الذي يحدث في لبنان ، وتحديداً في مدينة صيدا؟

A A
ما الذي يحدث في لبنان ، وتحديداً في مدينة صيدا؟
أثناء كتابة هذا المقال وليس نشره، وصل عدد قتلى الجيش اللبناني إلى ستة عشر قتيلاً عدا الجرحى ، بسبب الهجوم المباغت الذي شنته جماعة (( الشيخ )) أحمد الأسير على مواقع للجيش في المدينة .
الهجوم الذي شنته جماعة الأسير يوم الاثنين الماضي تطور إلى اشتباكات عنيفة بين الجماعة والجيش اللبناني ، وبعد أن كانت حصيلة القتلى لليوم الأول عشرة ، فقد ازداد العدد في اليوم الثاني ليبلغ الستة عشر ، فلمصلحة من يتم ذلك ، وفي سبيل تحقيق أية غاية ، وتحت أية حجة يُراق الدم الحرام وتُستهدف أرواح الأبرياء من ضباط وجنود الجيش الوطني في لبنان ؟!
الجيش اللبناني مؤسسة وطنية لم تطلها يد الطائفية المستشرية كالخلايا السرطانية في جسد الوطن الصغير المريض . ورغم كل ما حدث في لبنان من محاولات استقطاب واقتتال داخلي وفتن اندلعت في العام 1975 ولم تهدأ إلا في الفترة الفاصلة بين انتهاء الحرب الأهلية واغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ١٩٩٠ - ٢٠٠٥ ، فإن الجيش اللبناني ظل المؤسسة الوطنية الوحيدة التي لم تخضع للاستقطابات الخارجية أو التحزبات السياسية أو الولاءات الطائفية ، فلماذا يتم إذن تشويه صورة الجيش وإظهاره بمظهر المنحاز ضد الطائفة السنية في هذا الوقت بالتحديد ؟!
طبعا الغرض معروف ، وهو تحضير الساحة للاعتداء على الجيش بهدف نقل الصراع السوري إلى لبنان . لماذا نقل الصراع ..؟ ليس من المهم وجود غاية أو هدف سياسي من وراء ذلك ، المهم فقط هو إشاعة الفوضى وإعمال القتل وإسالة الدماء وإشعال نار الفتنة .. وهذه بالضبط هي العناصر الأساس لمشروع الجماعات المتطرفة التي ترتدي مسوح الدين : مشروع الموت والفوضى .
كل عاقل مهتم بالشأن اللبناني يحلم بأن يبقى قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها ، لكن كيف يمكن أن يتم ذلك مع وجود من يعتبر الجيش اللبناني عدواً ، وكيف يتم ذلك مع وجود من يسعى إلى إضعاف هذا الجيش ، وكيف يتم ذلك مع وجود من يدفع به انعدام الضمير والحس الوطني والإنساني ، إلى تصويب بندقيته إلى قلب أخيه اللبناني خادم العلم الوطني؟!
نعم هناك من يريد لما تبقَّى من مؤسسات الدولة أن ينهار ، وهناك من يخطط لضرب رمز الوحدة الوطنية الوحيد المتبقي ، الجيش ، ليعيد عقارب ساعة التاريخ إلى التوقيت ١٩٧٥ .. هؤلاء ليسوا لبنانيين ولا يمثلون أحداً في لبنان بما في ذلك الطائفة السنية التي يدعون أنهم يقومون بحمايتها .. رجال الكهوف هؤلاء وشيخهم أحمد الأسير ، هم من سيجعل الطائفة السنية في لبنان ، تدفع ثمن جرائمهم وجنونهم وتعطشهم لسفك الدماء .
أنقذوا سنة لبنان من أسر الأسير .. أنقذوا لبنان من هؤلاء الهمج .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة