خفضوا أعدادكم

هذه دعوةٌ لحجاج بيتِ الله الحرام هذا العام من: الداخل لتخفيض أعدادهم بنسبة 50% ومن الخارج بنسبة 20% وتأجيل قدومهم إلـى ما قبْل موسم الحج، أتدرون ما الأسباب ؟ " تفادياً للازدحام بسبب أعمال التوسعة في الحرم المكي" (صحيفة الحياة، 5 شعبان 1434هـ، الصفحة الأولـي) إذاً المبرراتُ واضحةٌ، والأهدافُ نبيلةٌ، والمؤمّل أن تجد الدعوة آذاناً صاغية، مع ترحيب الحكومة بـهم، وأنا لا أتحدث باسمها أو نيابة عنها، وإنما أكتبُ رأيي بما يمليه علي ضميري، وما أرى أنه صائب، وينبثق من مصلحة الحجاج، وما شاهدته في غضون السنوات الخمس الأخيرة في الحج من جهة، والعمرة من جهة أخرى، يجعلني أتمنى أن يكون التخفيض طيلة العام، وهو ما سبقَ أن طالب به الكاتبُ السعوديُّ المعروف ( حمد بن عبد الله القاضي) وغيرُه من الكُتّاب، الذين رأوْا في عملية التخفيض ضرورة لا بد منها، لتلافي الازدحام الشديد، وتأمين تحركات الحجاج في المشاعر بمزيد من الأمن، والانسيابية، وتقديم خِدْمات على مستوى عال، يليق بالمكانِ والـمَكين مـــــــن: صحـــــة، وأمـــــــــــن، ومرور، وتحركات في المشاعر، وتخلص من المخاطر الطبيعية، الناجمة عن تقلبات الأجواء الـمناخية، وفي غمرة هذه المطالب يغدو من المناسِب الاستماع لصوْت العقل، وأصوات العقلاء من الناس، بخفض أعداد القادمين من الحجاج في الداخل والخارج، ولاسيما ممن أدى فريضة الحج- وهي مرة فـي العُمْر- أكثر من مرة.
الحرمان المكي والمدنـي في توسعات مستمرة، وكلما اتسعت المساحة ازدادت أعداد الحجاج، والمعتمرين، والزوار، وعرفاتٌ، ومزدلفةٌ، ومِنَى ذات مساحات محدودة، وأيُّ توسع فيها يستلزم آراء فقهية ناضجة، تراعي مصالح العِبَاد والعُبّاد،، وهي مقدمة على المصالح الذاتية أو الآنيـة، ففضلاً خفضوا أعدادكم، مع الترحيب بكم في كل آن وزمان.