Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل هذه هي مصر ؟!

مقتل وسحل المواطن المصري حسن شحاتة وثلاثة آخرين في مصر ، حدث له العديد من الأبعاد السياسية والدينية .

A A
مقتل وسحل المواطن المصري حسن شحاتة وثلاثة آخرين في مصر ، حدث له العديد من الأبعاد السياسية والدينية .
من الناحية السياسية لم تتحرك حكومة الإخوان في مصر لممارسة دورها في تعقب الجناة سعياً لحماية مواطني مصر الذين باتوا عرضة للقتل والسحل بناء على ما يعتنقونه من معتنقات ، فمن تجرأ على سفك الدم الحرام اليوم بحجة أن المستهدف كان مختلفا مذهبياً ، يمكن أن يفعل الشيء نفسه مع المسيحي بحجة أنه لا يؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه ، بل ومع الصوفي ومع كل من هو مصنف ضمن معتنقي (( العقائد الفاسدة )) .
من الناحية السياسية أيضاً لم يقم أحد من الشيوخ المحسوبين على تنظيم الإخوان وحلفائهم من قادة أحزاب وجماعات الإسلام السياسي ، بإصدار بيان واحد يدين حادث الاغتيال ويجرم مرتكبيه ويدعو للقصاص منهم . وحدها مؤسسة الأزهر وعبر شيخها الأكبر أحمد الطيب ، هي من أصدرت بياناً وصفت فيه الجريمة بأكبر الكبائر .
من الناحية السياسية أيضاً لا يخفى على أي متابع أن الجريمة الوحشية جاءت كإفراز طبيعي ومنتظر ، للمهرجان الشعبي الذي نظمته رئاسة الجمهورية وتم فيه إعلان الجهاد على سوريا ، وما تلا ذلك من كلمات وخطب لشيوخ الفتنة ..
هذا هو البعد السياسي للحادثة الإجرامية التي لم يستنكرها الداعون لما يسمى بالجهاد في مصر . أما الأبعاد الدينية للحادثة الإجرامية ، فخطورتها تكمن في أن آلية التكفير التي طغت على خطاب جماعات الإسلام السياسي في مصر ، انتقلت من مرحلة التنظير والتزكية للذات والتدسية للآخر ، إلى مرحلة استهداف حياته وتصفية وجوده المادي . وهي مرحلة تنذر ليس فقط بتشريع القتل ، ولكنها تؤسس لإكساب هذه الجريمة البشعة التي لا تساويها جريمة أخرى ، هالة من القداسة ، وتلحقها بمفهوم العمل الصالح المنبعث من التمسك بقيمة التقوى !
إن ما حدث يمثل قمة الخطورة على الصعيد الديني ناهيك عن الأصعدة السياسية والأمنية والاجتماعية والأخلاقية ، فالدين والنص القرآني على وجه الخصوص ، منح الحياة الإنسانية قدسية واضحة ، ومنح النفس البشرية وليس المسلمة فقط ، حصانة واعتبر قتلها قتلاً للناس جميعا ، فكيف يتم استباحة الدم الحرام ، وقد نهى القرآن ليس عن قتل من يدعو من دون الله ، ولكن عن سبه أيضاً : (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون )) الأنعام ؟!
الجيش المصري هو وحده القادر على إنهاء هذه المهزلة التي تتم تحت ستار حكم الأغلبية .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة