Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كرة القدم : الرابح الأكبر

في مباراة نصف النهائي الثانية ضمن بطولة كأس القارات بين كل من إيطاليا وإسبانيا ، خذلت الكرة من خدمها وأدارت ظهرها للفريق الأفضل على مدار التسعين دقيقة ، فخسرت إيطاليا وانتصرت إسبانيا بعد نهاية الوق

A A

في مباراة نصف النهائي الثانية ضمن بطولة كأس القارات بين كل من إيطاليا وإسبانيا ، خذلت الكرة من خدمها وأدارت ظهرها للفريق الأفضل على مدار التسعين دقيقة ، فخسرت إيطاليا وانتصرت إسبانيا بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي .
صحيح أن الفريق الإسباني استعاد تنظيم صفوفه في الوقت الإضافي مستفيدا من حالة الإرهاق التي طرأت على الإيطاليين بعد أن استنزفوا مجهودهم ، خصوصا وأن الحالة البدنية للفريق لم تكن على ما يجب أن تكون عليه ، بسبب الإرهاق الذي تعرض له لاعبو إيطاليا في الموسم المحلي ، بعكس المنتخب الإسباني الذي يمتلك صفا ثانياً لا يقل في الكثير من الخطوط والمراكز ، عن الصف الأول .. صحيح أن الإسبان حاولوا التسجيل وضغطوا كثيرا وخصوصاً في الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني ، إلا أن الإيطاليين كان من الممكن أن يخرجوا بفوز صريح منذ الشوط الأول للمباراة قياسا على عدد الفرص التي تمكنوا من صناعتها .
الإيطاليون ورغم الإصابات المؤثرة التي تعرض لها بعض أهم لاعبيهم وفي مقدمتهم رأس الحربة القدير ماريو بالوتيللي ، والظهير الأيمن أباتي ، فقد تمكنوا من النجاح تكتيكيا بصورة ملفتة ، حيث تمكن مديرهم الفني بيرانديللي من إنهاء خطورة إسبانيا من طرفي الملعب بعد أن اعتمد على ظهيرين وهميين هما ماجيو وجياكيريني ، ولاعبي وسط مساندين هما كاندريفا وماركيزيو يقومان بمهمة إسناد الظهيرين الوهميين في حالة الهجوم ، ويقومان في نفس الوقت بمساندة المحورين بيرلو ودي روسي في حالة الدفاع . وهو ما لم يترك فرصة للمنتخب الإسباني لممارسة الغزو من العمق ، حيث كان يتطلب ذلك اختراق خطين دفاعيين من لاعبي الوسط ، ثم خطا ثالثا وأخيرا يتكون من لاعبي الدفاع الثلاثة الصريحين : كيليني وبونوتشي وبارزالي .
الإسبان كانوا في أسوأ حالاتهم من حيث التركيز ، فلم يتمكنوا من اختراق الحوائط الدفاعية الإيطالية سواء من العمق أو على الأطراف ، أما الإيطاليون فكانوا في قمة تركيزهم ، فلم يرتبكوا أمام ما بات يعرف كروياً بمصطلح (( التيكي تاكا )) ولم يشردوا ذهنياً ويسمحوا للإسبان بفتح اللعب على الأجنحة .
وفيما يخص سرعة الارتداد من الدفاع للهجوم ، فقد قدم الإيطاليون درساً رائعاً ، وتمكنوا من اللعب حسب إيقاع سريع ولكن دقيق وبعيد عن الاندفاع ، فكان أن وصلوا للمرمى الإسباني مرات عديدة ، وأهدروا العديد من الفرص برعونة عجيبة . وحتى عندما تمكن المهاجم البديل جيوفينكو من تسديد كرة في مقتل خلال الشوط الثاني ، حالت العارضة بين التسديدة وبين الولوج للمرمى .
ما حدث في المباراة كان درسا لكل من لا يعرف سر احتفاظ كرة القدم بكل هذه الجاذبية والسلطان على عشاقها .. إنها لعبة لها منطق خاص ، يجاري منطق الحياة الذي لا يعترف بالمنطق .
حتى لو خسر الفريق الأفضل ، تظل اللعبة دائما هي الرابح الأكبر .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة