Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أغلقوا هذه الدكاكين !!

•لا أعرف إلى ماذا انتهت قضية (المستوصف ) الذي قضى على مستقبل عدد من الأطفال بعمليات ختان أجراها طبيب أذن وحنجرة !

A A
•لا أعرف إلى ماذا انتهت قضية (المستوصف ) الذي قضى على مستقبل عدد من الأطفال بعمليات ختان أجراها طبيب أذن وحنجرة ! ، لكنني أعرف جيداً أن هذه الجريمة لن تكون الأخيرة ، فللمستوصفات الخاصة في هذا الباب فصول وحكايات وحماقات لو أردنا بسطها لاحتجنا لخدمات ورّاق محترف بحجم (عمّنا ) الجاحظ ! .
•أسرع طريق للثراء في بلادنا هو أن تفتتح مطعماً للكبسة.. أو مستوصفاً .. و آخر إحصائية على موقع وزارة الصحة تقول إن عدد المستوصفات الخاصة -غير المستشفيات والعيادات - يبلغ 1987 مستوصفاً .هذا الرقم الكبير لا يعني أنها تتمتع بدرجة عالية أو حتى مقبولة من الكفاءة ؛ بل أن كثرتها ربما كانت السبب في تحويل معظمها إلى مجرد (دكاكين ) همّها الأول البحث عن المال ؛ عن طريق التنافس في تقديم التنازل تلو التنازل وصولاً إلى بيع التقارير الطبية، وإجراء العمليات المشبوهة ! .
•المستوصف لدينا بسيط بساطة المدرسة المستأجرة ، فهو عبارة عن عمارة متهالكة يتم تحويل صالة الدور الأول فيها إلى( استقبال) تجلس فيه موظفة حسناء لزوم الجذب ..بينما تتحول المطابخ إلى مختبرات وغرف للأشعة ، والملحق إلى سكن للممرضات، أما بقية الغرف فتتحول إلى عيادات تُؤجر في الغالب- مثل كراسي الحلاقين - على أطباء شهاداتهم ( لايعلم حقيقتها الا الله ) .. فيضطرون (يا باشا) لجلدك حتى يسددوا ما عليهم للمالك من أقساط .. ناهيك عن الصيدلية وشجونها .
•وقبل أن يتهمني أحد بالتجني ، أعيدكم إلى التحذير الذي أطلقته صحيفة « إنترناشيونال ترافيل جورنال» قبل سنوات مما أسمته عمليات الاحتيال التي تمارسها بعض المستشفيات الخاصة السعودية ! .. حيث قالت إن من أكثر عمليات الاحتيال شيوعاً إعطاء الأطباء أوامر بإجراء فحوصات طبية كثيرة وغير ضرورية كالتحاليل والتصوير المغناطيسي والأشعة..وحذرت من أن بعض الأطباء يقومون بوصف أدوية باهظة الثمن،وغير ضرورية !.
•إن إغلاق هذه الدكاكين وإلغاء تراخيصها بات أمراً ملحاً ، بعد أن اتضح أن إثمها أكبر من نفعها .. فان لم يكن فليتم دمجها في مستشفيات كبيرة تحت شروط صارمة تضمن تقديمها خدمات راقية ومنافسة ..و إلا فسيستمر هذا الصداع المزمن وسنسمع كل يوم عن جرائم القتل والتشويه مدفوع الثمن !
•في الماضي كان البعض يتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامى مجاناً ، أما اليوم فدكاكين الطب تتعلم في المواطن (الغلبان) الحلاقة والختان وكل فنون الطب .. و( بفلوسه كمان ) !

Twitter: @m_albeladi
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store