بل يرأسها الوزير

أمّا أنّ هيئة الإذاعة والتلفزيون " مستقلة، وذات شخصية اعتبارية، وبعيدة عن البيروقراطية" كما نصّ على ذلك تنظيمها عندما قرر مجلس الوزراء أثناء جلسته يوم الاثنين (7 رجب عام 1433هـ (29 مايو 2012م) الموافقة عليها، فهذا صحيح مائة بالمائة، أما أنـّها غير مرتبطة بوزير الثقافة والإعلام، فهذا خطأ مائة بالمائة، إذ كيف يقال هذا وتنظيم الهيئة نص على" أن يكون للهيئة مجلس إدارة، يرأسه وزير الثقافة والإعلام، وترتبط تنظيمياً بوزير الثقافة والإعلام ". إنّ مَنْ يروج لغير ما أقره تنظيم الهيئة مخطئ، وإذا ظل هذا التصور قائماً في الأذهان، فهو كمَنْ يصر على أن مجلس الشورى يوصي ولا يقرر، وكلا الأمريْن من الصعب بقاؤهما دون توضيح، أو تصحيح، أو تصويب، ولعل من أكبر الأخطاء القول عن الهيئة:" بعد أن انفصلت عن وِزَارة الثقافة والإعلام، واستقلتْ بذاتـها" (صحيفة الوطن، 27 شعبان 1434هـ، الصفحة الأخيرة). إن انفصالها عن الوزارة غير صحيح، إنه يجردها من وظائفها الأساسية، ويؤدي إلـى خلل فيها، مُذَكِّراً للمرة الثانية بأنّ وزير الثقافة والإعلام هو: رئيس مجلس إدارة الهيئة من جهة، فضلاً عن أن الهيئة مرتبطة تنظيماً بوزارة الثقافة والإعلام من جهة أُخْرى.
ولقد سعدتُ بما أعلنتْهُ الهيئة من أنـها " تدرس حالياَ صرف راتب شهرين، يمثلان بدل سكن لجميع منسوبيها، في سابقة هي الأولـى من نوعها في الإعلام التلفزيونـي الحكومي" وأتمنى ألا يطول أمد الدراسة، ومن يعملون في الإذاعة والتلفزيون أكثر من 6 آلاف موظف، هؤلاء يترقبون هذه الدراسة بفارغ الصبر. ولقد اعتاد كثير من الناس على أن يطول أمد بعض الدراسات، وتسير على بطء، كما تسير السلحفاة.
لا أحد يرفض استقلالية الهيئة، وفي المقابل لا أحد يرضى أن يقال إن وزير الثقافة والإعلام لا علاقة له بالهيئة، هذا كلام خطير، إذا ظل يتردد في مجال الإعلام، فإنّ فيه اعتداء على حق من حقوق الوزير ، يفرض عليه وقف المنادين به عند حدودهم، فتلك ثقافة مرفوضة، ومن يبشر بـها، أو يروج لـها مرفوض.
أنا لا أدافع عن وزير الثقافة والإعلام (د. عبد العزيز خوجه) فالرجُل له لسان ينطق به، وكثيرا ما يقوده حياؤه إلى عدم البَوْح بما لا يعجبه، وإن كان الرجُل أقوى وأمتن مِنْ كل مَنْ يحاول النيْل منه، مِنْ بعض مَنْ أحسن إليهم.
أتمنى بعد هذا أنْ يوجَدَ مَنْ يقنعني نظاماً، أن الهيئة غير مرتبطة بوزير الثقافة والإعلام ، وعندها أقفُ له احتراماً، وأعتذر.