Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأغلبية لا تخشى الصناديق

بعد البيان الذي ألقاه زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري ، والذي قال فيه بأن ما يحدث في مصر هو حرب بين الإسلام والعلمانية ، لم يعد هناك بد من الاعتراف بالحقيقة التي تقول بعدم وجود فروق فعلية ت

A A
بعد البيان الذي ألقاه زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري ، والذي قال فيه بأن ما يحدث في مصر هو حرب بين الإسلام والعلمانية ، لم يعد هناك بد من الاعتراف بالحقيقة التي تقول بعدم وجود فروق فعلية تفصل بين الإخوان المسلمين وبين تكفيريي القاعدة الإرهابيين .
القاعدة والإخوان تنظيمان خرجا من نفس الجحر المظلم ( الحاكمية ) ، وقائد تنظيم القاعدة الحالي هو تلميذ الشيخ الإخواني عبد الله عزام الذي ترك قضية بلاده والعرب والمسلمين ، والتحق بكهوف أفغانستان لإقامة دولة الخلافة .. فما الذي حدث ؟ خرج الجيش الأحمر من أفغانستان مهزوماً ، فقامت مختلف فصائل ( المجاهدين ) بإعلان الجهاد ضد بعضها البعض إلى أن أسقطتها طالبان متحالفة مع القاعدة !
وبالعودة إلى مصر فإن الرئيس المعزول كان قد لوح باللجوء إلى العنف عندما قال إنه سيدافع عن ( الشرعية ) بدمه . وقد تلقت قيادات الجماعة وجماهيرها الإشارة ، وبدأت في تنفيذ المخطط الأسود ، فهاجموا الجيش في سيناء ، وقتلوا الأبرياء في مدن مصر المختلفة لإيقاع الرعب في نفوس الناس .. حتى الأطفال والقصّر لم يسلموا منهم ، فألقوا ببعضهم من فوق أسطح المنازل كما شاهدنا عبر بعض أحد الفيديوهات التي عرضت على موقع يوتيوب .
في مصر هناك حرب فعلاً ولكن ليست بين الإسلام والعلمانية ، بل بين الأغلبية الوطنية وبين الأقلية المُستتبَعة التي تاجرت طوال عهد مبارك بالشعارات المعادية لأمريكا وإسرائيل ، فماذا كانت النتيجة عندما وصلوا للحكم ؟ ولماذا حاولت أمريكا إنقاذهم بشتى الوسائل سواء من خلال التلويح بقطع المعونات العسكرية ، أو بالحملة الإعلامية التي تزعمتها محطة سي إن إن مدعومة بالصحف الأمريكية التي ما زالت تصر على أن ما جرى في مصر ، انقلاب عسكري ؟!
هذه الجماعة التي تعتقد بأن الحكم حق مقدس ممنوح من السماء ، كان بإمكانها حقن دماء المصريين لو قام الرئيس فاقد الشرعية بالاستجابة لإرادة الشعب الذي طالب في البداية بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة . لكن الإخوان وعلى طريقتهم في التعاطي وفق معايير ازدواجية مع كل شيء بما في ذلك القيم ، هم أصدقاء الصندوق عندما يكون صديقهم ، وأعداؤه عندما يكون عدوهم . ولو أن هذه الجماعة تؤمن بالشرعية الشعبية فعلاً ولديها الاستعداد للاحتكام لإرادة الشعب والتوجه للصناديق ، فلماذا لم ينزلوا عند مطلب إجراء اتتخابات رئاسية مبكرة ، خصوصاً وأنهم ما زالوا يؤكدون أنهم يمثلون إرادة الأغلبية ؟ فهل سمعتم عن من يقاوم الاحتكام لإرادة الشعب وهو متيقن من أنه يمثل الأغلبية ؟!
إنه الكذب والنفاق والدجل الديني والسياسي الذي يتشدق بالشريعة تارة وبالشرعية تارة ، ويرفع شعار معاداة إسرائيل في العلن ثم يخدم مصالحها كما لم يفعل أحد من قبل ، ويصر على مخاطبة رئيسها بعبارات تفوح منها رائحة المودة والحميمية (( عزيزي وصديقي العظيم )) ، (( علاقات المحبة التي تربط بلدينا )) ، (( أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد )) وأخيراً : (( صديقكم الوفي محمد مرسي )) !
عن أية شريعة وشرعية يتحدث هؤلاء ؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة