Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لماذا يكرهونك ؟!

( 0- مدخل)

A A
( 0- مدخل)
•المحبة والكراهية حالتان متشابهتان !! .. فكلاهما انشغال بطرف آخر !! . فأنت في حالة المحبة تنشغل بشخص أو بشىء يعجبك .. وفي حالة الكراهية تنشغل بشيء لا يعجبك ! ..الفارق الأهم هنا هو أن المحبة -في الغالب -عدلٌ وعطاء وإعمار وإنصاف من النفس ..أما الكراهية فظلم ونرجسية وفساد.. و ..حسد ! .
( 1- متن )
•قال لي صاحبي (المتميز) وهو يحاورني : لا أعرف لماذا يكرهونني ؟! لماذا ينشغلون بي ، و يحاولون إسقاطي رغم إني لم أؤذهم قط ؟!
•قلت : إنه ( الحسد) يا صديقي، والحاسد لا يحتاج سبباً للكراهية ، خصوصاً إن كان ( المحسود) قريب المنزلة منه .. أو كان في درجته من النسب أو الوظيفة ! .. فالناس إن تقاربوا ثم انفرد احدهم بفضيلة أو ميزة ، نافسوه ، وحسدوه ، حتى يحملهم ذلك على أن يجحدوه فضيلته ! ..ولذلك قيل : لا كرامة لنبي في وطنه !! .. أما البعيد أو الغريب فإنه يخفّ عليهم الإقرار بفضله ! . الحسد يا صديقي ظالم في ثوب مظلوم، وعدو في جلباب صديق.. لا يغلق بابه الا الموت .. ألم تسأل نفسك يوما : لماذا لا نكرّم المتميزين ، ولا نقرّ لهم بالفضل وهم أحياء ؟ حتى إذا مات أحدهم ، وانقطع سبب الحسد تذاكرنا فضائله فجأة، وسلمنا له ما منعناه إياه في حياته !! .
•إنهم لا يكرهونك يا صديقي .. بل يكرهون أنفسهم حين يرون تميزك الذي يذكرهم بتقصيرهم .. يكرهون تمامك الذي يفضح عجزهم ونقصانهم .الحسد- يا صاحبي- هو أول ذنب عُصي الله به في السماء وفي الأرض.. بدأ منذ قابيل وهابيل .. وما خلا منه قلب إنسان ، غير أن اللئيم يُبْديه ، والكريم يُخْفيه!.. فلا تغضب إن شعرت بكثرتهم من حولك.. فهذه ضريبة نجاحك.. فكلما زاد حسادك فاعلم أن أسهم نجاحك في ازدياد .. وانك مختلف في عالم المتشابهات .
( 3- حاشية )
•الحسد يا صديقي فساد .. فلا يمكن أن تكون متديناً وحاسداً في آن ، ولا نزيهاً وحاسداً في الوقت نفسه .. فان حدثك ( حاسد) ( فاسد) عن النزاهة آو الدين فاقرأ عليه هذا المقال مرة أخرى، عسى أن يصمت ، ويكف عن غيّه .. فان لم يفعل فانقل له عني أنني أقول لهم جميعا : ضعوا الدين في قلوبكم ..اغسلوا به نفوسكم الحاسدة .. اطبعوه على أخلاقكم وتعاملاتكم ، لا على ثيابكم وهيئتكم ولوحات مكاتبكم .
• لعلك عرفت الآن - يا صديقي - لماذا يكرهونك ؟! .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store