Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عصر الإسبان لم ينته بعد

لست بطبعي من الذين يستعجلون النتائج ويبنون الاستنتاجات من خلال بعض المعطيات .

A A
لست بطبعي من الذين يستعجلون النتائج ويبنون الاستنتاجات من خلال بعض المعطيات . لذلك لست مع القائلين بأفول عصر الكرة الإسبانية لمجرد أن المنتخب الإسباني تعرض لهزيمة ساحقة في نهائي بطولة كأس القارات التي أقيمت بالبرازيل على يد البرازيل نفسها . كما أنني لن أمنح هزيمتي برشلونة المذلتين على يد بطل ألمانيا وأوروبا ، بايرن ميونخ ، في مباراتي نصف نهائي دوري الأبطال ، أكبر من حجمهما .
في رأيي أن الوقت ما زال مبكرا جدا لإصدار حكم على الكرة الإسبانية التي يبدو أنها لن تتوقف عن تقديم الأجيال المتعاقبة من اللاعبين الموهوبين . نعم إسبانيا لن تكون وحيدة على الساحة كما كان عليه الحال منذ فوزها باللقب الأوروبي عام 2008 ثم فوزها بكأس العالم عام 2010 وأخيرا احتفاظها باللقب الأوروبي في العام الماضي . الآن هناك منافسة شرسة على زعامة الكرة العالمية ، وأعتقد أن بطولة كأس العالم القادمة بالبرازيل ستشهد تنافسا محموما بين إسبانيا والبرازيل والأرجنتين وألمانيا ، وربما إيطاليا أيضا . لكن تبقى هذه المعطيات شيئا ، والحديث عن أفول عصر إسبانيا شيئا آخر ومختلف تماما .
إسبانيا تمتلك لاعبين لا يحلمون بارتداء شعار المنتخب ، رغم أن العديد من القوى الكروية على مستوى العالم ، لا تمتلك لاعبين قادرين على مجاراتهم . هناك على سبيل المثال الشاب الموهوب الذي أعتقد أنه سيكون أحد أبرز اللاعبين في العالم خلال سنوات ، إيسكو . وهناك صانع اللعب القدير سانتي كازورلا الذي يلعب لآرسنال والذي أصبح يتحمل عبء خط الوسط منذ العام الأول لانضمامه للنادي . وهناك لاعب الارتكاز المتميز لنادي آرسنال أيضا ، مايكل آرتيتا . كل هؤلاء لاعبون مؤثرون ويمكن أن يحجزوا لأنفسهم مكانا مضمونا في أي منتخب ، لكنهم ضحية المنافسة الشديدة مع أخطر وأعظم جيل من لاعبي الوسط الذي يمتلكه منتخب ما طوال تاريخ اللعبة .
ما حدث لبرشلونة ثم ما حدث للمنتخب بعد ذلك في البرازيل ، يمكن أن يفيد الكرة الإسبانية التي كانت بحاجة على ما يبدو ، لهزة عنيفة حتى تراجع حساباتها وتخرج من حالة الركود التي دخلت فيها بسبب انعدام وجود المنافسين . الخطأ الكبير الذي ارتكبه ديلبوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني في بطولة القارات ، هو اعتماده على المجموعة الأساسية من اللاعبين . وهي مجموعة مصابة بالإرهاق الشديد ، ولم يتسن لها القيام بالتحضير اللازم لخوض غمار البطولة . وقد كان ذلك واضحا منذ مباراة نصف النهائي التي افتقد لاعبو المنتخب الإسباني التركيز خلالها ، بدرجة لم أرها من قبل . لقد كان الأولى بديلبوسكي الاعتماد على الأسماء الشابة ولاعبي الصف الثاني ومنحهم الوقت الكافي في فترة الإعداد لإثبات وجودهم . لكن ديلبوسكي أصر في خيار انتحاري ، على الاعتماد على سيلفا وماتا وتشافي وأنييستا وبوسكيتش وألونسو في خط الوسط بعد كل ما قدموه من مجهودات خرافية مع أنديتهم ، مع إصراره أيضا على عدم منح الفرصة للاعبي الصف الثاني في خط المقدمة من أمثال لورينتي وسولدادو ، فكان ما شاهدناه في البرازيل .
من يدري فقد ينعكس ما حدث في البرازيل إيجابا على الكرة الإسبانية .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة