Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أعينوا الشباب بعزيمة العمل (1-2)

الحديث عن قضايا العمل والتوظيف يعد أحد أبرز القضايا الخلافية أكثر منها في نقاط الاتفاق،رغم وجود قواسم مشتركة يمكن تعزيزها والتعاون فيها ثم تفهم نقاط الاختلاف والتعامل معها بجدية لتحديد العلاج، لأن الخريجين ونسبة العاطلين ليست تخصصاتهم واحدة ولا جميعهم في سن واحدة،ولا حصلوا على مرحلة تعليمية واحدة،ولا تطلعاتهم لطبيعة العمل و

A A
الحديث عن قضايا العمل والتوظيف يعد أحد أبرز القضايا الخلافية أكثر منها في نقاط الاتفاق،رغم وجود قواسم مشتركة يمكن تعزيزها والتعاون فيها ثم تفهم نقاط الاختلاف والتعامل معها بجدية لتحديد العلاج، لأن الخريجين ونسبة العاطلين ليست تخصصاتهم واحدة ولا جميعهم في سن واحدة،ولا حصلوا على مرحلة تعليمية واحدة،ولا تطلعاتهم لطبيعة العمل ولاأسباب بطالتهم واحدة.لذلك لابد من التدقيق في النظر للقضية دون الاتهامات في كل صوب،مثلا إذا طالب أحد أن يسعى الشباب ويطرقوا الأبواب ويخوضوا كل مجالات،نجد من يتبارى بالنقد ويقول هل نشتغل في بقالة أو بنشر وورشة!! أقول: وهل أحد طالب أو اقترح أن يعمل الجميع في هذه المهنة أو تلك.. ومع ذلك لماذا نستبعدهما بالمطلق وهناك من يحتاجها أو مقتنع بها وقد يجيدها ولو كانوا بعدد أصابع اليد الواحدة أو بالمئات.. أليس عملا شريفا ،ألا يدر دخلا..ألايوجد شباب تخرجوا من معاهد فنية واشتغلوا وجربوا،ومن افتتحوا ورش صغيرة بقروض ميسرة ويعملون فيها بأيديهم المباركة لتكبر مشاريعهم؟ومع ذلك لاتغضبوا وتتسرعوا في الرأي فالمجالات واسعة. ولنتذكر أننا إلى وقت قريب كنا نجد من ينبري بالرفض والاتهام ويقول: (هل تعلمنا وحصلنا على شهادة لكي نقف في الاستقبال بفنادق ومستشفيات وناقص نخدم الزبائن أو نجلس على كاشير أو نرد على الهواتف!) ولم يعمل شاب واحد في هذه المجالات،واليوم بعد أن تغيرت الصورة النمطية التي تغلغلت عن هذه المهن، ننظر بتقدير لكثير من شبابنا وهم في هذه المواقع ويؤدون عملهم بقناعة ولو مؤقتا ،وكل هذه المجالات تنتظر المزيد.فلماذا نختزل قضايا كبيرة كهذه بأحكام مسبقة، فما لا يناسب البعض يقبل عليه البعض الآخر راغبا أو مضطرا إلى حين، ومن شأن التصورات المثبطة أنها تعجز المجتمع عن استيعاب أهم أسس ثقافة العمل،وتضع العصي في دولاب التفكير والعزيمة والتجارب.ألم نسمع ونقرأ عن نماذج من رجال أعمال عرب وغيرهم بدأوا في دول كأمريكا وأوربا قبل عقود بغسل الصحون في المطاعم وجرسونات ثم أصبحوا أصحاب مطاعم وفنادق ومشاريع بعد أن كان كل أملهم تأمين لقمة العيش في الغربة التي اختاروها،وتمسكوا بعزيمة قوية وعصامية مثابرة وأخذوا بأسباب التوكل حتى نجحوا.وهذه ليست مثالية ولا فلسفة ولا تبسيطاً، ولكن الدوران في حلقة مفرغة من النقد السلبي وجلد الذات أو الغير يذكرنا بالواقع العربي الذي لا يجيد سوى الكلام بينما الغير يخطط ويحقق ما يريد!نعم البطالة موجودة لدينا ولا ينكرها أحد ونسبتها معروفة زاد البعض عليها أو قلل منها ،والكل يجمع على ضرورة التصدي لها لكن كيف؟ هذه هي النقطة والمساحة الأكبر للاختلاف خاصة لدى سريعي الانتقاد مع الاحترام لكل الآراء، لأن خلط الأوراق في قضايا أساسية همومها كبيرة ومتشابكة لايأتي بحل بقدر ما يثير الإحباط،بينما نحتاج إلى تفعيل كل قنوات الحل وسبله على الواقع مهما كانت الملاحظات والانتقادات لغياب حلول ممكنة، وأن ندرك أن الحلول السحرية 100% لاوجود لها في العالم. بالفعل هناك تغير في طبيعة فرص العمل، ومن ذلك مجالات التسويق والمبيعات والاستقبال والخدمات الفندقية ناهيك عن مجالات التخصصات المعروفة الطبية والهندسية والمصرفية والإدارية وغيرها ،ناهيك عن مجال التمريض الذي يشهد معاهد وكليات صحية تقدم كوادر فنية في تخصصات صحية عديدة للبنين والبنات ومرحب بهم في المستشفيات الحكومية ولهم الأولوية وكذا في القطاع الخاص.. كل هذا يشير إلى حراك في سوق العمل لا يمكن إنكاره وتغذيه مؤسسات التعليم وخاصة كليات المجتمع في مجالات مطلوبة.أكثر من ذلك نجد لدينا شبابا ومن تجاوزوا مرحلة الشباب يعملون في وظيفتهم نهارا ويكملون بأخرى في الفترة المسائية،كما يوجد طلاب في مدننا الكبرى مثل جدة والرياض يعملون بشكل مؤقت أو على سيارات أجرة وسعداء بعملهم،ونحن نشاركهم السعادة ونقدر عزيمتهم وقناعاتهم الإيجابية، لأنهم وضعوا أقدامهم على الطريق الصحيح الذي يوصلهم إلى أهداف مرحلية، وقد تصبح هذه الأعمال مجرد ذكرى لكنها منحتهم العزيمة وتقدير العمل واحترامه أيا كان ليستقر حاضرهم ويبنوا مستقبلهم ويخففوا العبء عن أسرهم في مجتمع يوصف بالرفاهية.لنتجنب لغة الإحباط والتشاؤم واتهام هذه الجهة أو تلك دون أن نقدم ما يعين الشباب ويقوي عزيمتهم، وهذا هو الأساس الذي يغير الواقع وأردت التأكيد عليه.. وللحديث بقية إن شاء الله.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store