Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مصر .. كلهم يريدها ضعيفة !

كل أصحاب المشاريع الإقليمية في المنطقة ، قلقون مما يحدث في مصر .

A A
كل أصحاب المشاريع الإقليمية في المنطقة ، قلقون مما يحدث في مصر . طبعا هم ليسوا قلقين عليها ، ولكن منها ، وبالتحديد من قدرتها على استعادة دورها الريادي الذي سينتج عنه بالضرورة ، ملء الفراغ الذي حدث في الوطن العربي منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد .الدول الثلاث أصحاب المشاريع الإقليمية ، الكيان الإسرائيلي وإيران وتركيا ، ورغم اختلاف توجهاتهم وتضارب مصالحهم وتهديد مشاريعهم لبعضها البعض ، لا يحبذون التعامل مع مصر قوية . بقاء مصر ضعيفة هو الذي سيسمح لحالة الفراغ بالبقاء والاستمرار ، بل والاتساع .. وحالة الفراغ العربي المخيفة على المستوى الاستراتيجي ، حيث لا يوجد مشروع عربي منذ نهاية حرب أكتوبر ( تشرين ) ١٩٧٣ ، هي التي سمحت للدول الثلاث آنفة الذكر ، بتعميق نفوذها في المنطقة.ردات الفعل التي صدرت من الدول الثلاث كانت قد صبت جميعاً في خانة القلق ، وإن تفاوتت درجات القلق من دولة لأخرى . فبينما أصدرت إيران بياناً رسمياً حفل بالإشارات المتناقضة ، أعقبه تصريح سلبي لمحمد دهقان عضو هيئة مجلس الشورى الإيراني ، أصيبت تركيا بحالة غضب هستيري ، وطالبت على لسان وزيرها لشؤون الاتحاد الأوروبي ، أغمن باغش ، بعرض قضية ما أسمته بالانقلاب العسكري في مصر ، على مجلس الأمن ! أما الكيان الإسرائيلي فقد امتنعت شخصياته السياسية عن التعليق على الحدث استجابة لأوامر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو . لكن موقف العدو الحقيقي انعكس من خلال تغطية الصحافة الإسرائيلية التي سارت في نفس اتجاه الإعلام الغربي غير المرتاح لخطوة إزاحة الإخوان من الحكم .الأميركيون أصحاب أكبر المشاريع الدولية في المنطقة ، أصيبوا بالارتباك من إزاحة الحليف الأكثر إخلاصاً لهم طوال تاريخ العلاقة بين البلدين ، وقد انعكس ذلك على العديد من المواقف التي وصل بعضها حد تعمد الاستفزاز ، كالتهديد بقطع المعونة العسكرية عن مصر ، ثم المطالبة عبر وزارة الخارجية الأمريكية ، بإطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي . وحدهم الروس الذين عبروا عن احترامهم لإرادة الشعب المصري ومساندتهم له منذ اليوم الأول لانطلاق الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة ، والتي أدت في النهاية لإسقاط حكم الإخوان .مصر مستهدفة منذ زمن ، وهي لم تكن مستهدفة يوماً كما هي اليوم . هذه الحقيقة التي أصبحت مكشوفة للعيان ، تستدعي من النخبة السياسية في مصر أن تتعالى على خلافاتها وأن تكون على مستوى المسؤولية والتحدي الكبير الذي تواجهه مصر والأمة العربية التي لن يصلح حالها إلا بصلاح الأحوال في مصر . صحيح أن التحدي صعب والمعوقات كثيرة والخلافات ليست بالسهلة ، لكن مسألة تجاوز هذا التحدي تبدو متاحة وفي متناول هذه النخب بالنظر إلى وجود شعب عظيم يمتلك وعياً وطنياً لا مثيل له ، كالشعب المصري .أخشى أن يكون هذا الشعب العظيم ، قد فشل في إفراز نخب تستحق تمثيله
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة