Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جامعاتنا: إحباط للمتفوقين!!

* في أي نظام تعليمي رشيد يُعتبر الطالب الذي يتحصّل في اختبار الثانوية العامة على نسبة 95% فما فوق طالبًا متفوقًا، يستحق العناية والاهتمام، بل إنه يُعدُّ ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها ورعايتها..

A A
* في أي نظام تعليمي رشيد يُعتبر الطالب الذي يتحصّل في اختبار الثانوية العامة على نسبة 95% فما فوق طالبًا متفوقًا، يستحق العناية والاهتمام، بل إنه يُعدُّ ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها ورعايتها.. ولأنه بالمعنى الوطني (حُلم واعد) فإن أبسط حقوق هذا الحلم على الوطن هو أن تتحقق رغبته بالالتحاق بالكلية والتخصص الذي يريد.. هذا ما نفهمه.. غير أن ما يحدث لدينا -للأسف- هو العكس، فكأننا نتعمد قتل تلك الأحلام الواعدة، ونتلذذ بذبحها حين نتجاهل كل نجاحاتهم وكل ما بذلوا من جهود طوال سنوات الدراسة، ونُصر على إدخالهم في اختبارات ظالمة (تحصيلي وقدرات) لا تتناسب في معظمها مع ميول ورغبات ودراسات الكثيرين منهم.. فيظهر معظم أولئك المتفوقين وكأنهم أغبى عباد الله، وأكثرهم فشلا!.
* يقول اينشتاين: "لو اختبرت سمكة في تسلق الأشجار لظلت تعتقد طوال عمرها أنها غبية"!! وهذا ما تفعله بعض جامعاتنا بالضبط.. حين تتجاهل أن لكل إنسان ميوله وقدراته الخاصة، وأن لكل واحد منهم مواده التي يحبها ويبدع فيها.. فإذا كان من الظلم أن تختبر طالبًا في مواد لا يحبها أصلاً وليست من اختصاصه، فإن الظلم الأكبر هو أن تعتمد على نتيجة هذا الاختبار في تحديد مصيره!.
* جامعة طيبة -بحسب طلابها وبعض منسوبيها- هي أحد أبرز صُنّاع الإحباط في الساحة السعودية، ففي كل عام تقتل آلاف المواهب بأنظمتها الغريبة التي تخلط فيها الأوراق بشكل عجيب ومفزع.. يقول أحد أولياء الأمور المكلومين بابنته المتفوقة منذ الصف الأول الابتدائي: "ما فعلته جامعة طيبة بابنتي شيء أغرب من الخيال.. هل يمكنكم تصور تحويل طالبة حققت 97% في القسم العلمي إلى كلية اللغة العربية.. ماذا يمكن أن نسمي هذا العمل غير أنه (اغتيال أحلام) مع سبق الإصرار والترصد! وتطبيق أعمى لأنظمة دون أدنى بصيرة أو تبصر!
* نظام (اختبار القدرات) مؤشر جيد للمساعدة في تحديد اتجاهات الطلاب.. لكن من الظلم أن يكون هو المؤشر الرئيس أو حتى المؤشر الأكبر في تحديد مصائر الطلاب.. العدل هو أن يتم تحقيق رغبات المتفوقين أيًّا كانت، وإدراجهم -مهما بلغ عددهم- ضمن سنة تحضيرية؛ تكون موادها جزء من التخصص الذي أحبوه (طب، هندسة، علوم، ... إلخ). لتكون هي المحك الحقيقي والعادل لهم.. فإما الاستمرار وإكمال مشوار التفوق، أو التوقف والانتقال لتخصص آخر.
* لا يمكن لأمة -أي أمة- أن تنهض بثلة من المحبطين.. ومن المستحيل أن تقدم لنا هذه المعادلات المختلة في توزيع الطلاب أي مواهب أو نوابغ أو حتى موظفين مبدعين.. ففي أحسن الأحوال لن تنتج لنا سوى المزيد من الموظفين التقليديين منزوعي الطموح والهمة، الذين لا يتولون مهامهم بعقلية وروح المواطن المبدع، بل بعقلية الموظف الانتهازي المحبط!.‏
* إذا كانت مدارسنا قد فشلت في إنتاج مواهب حقيقية.. فإن جامعاتنا تعد بقتل كل موهبة تفلت من مصيدة التعليم!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store