Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عقوق بـ “ الساطور” !!

هذا ابن عاق جديد.. ألقت القبض عليه شرطة محافظة ينبع، أتعلمون لماذا؟ لأنه هدد والده البالغ من العمر 61 عامًا بالقتل بالساطور.

A A
هذا ابن عاق جديد.. ألقت القبض عليه شرطة محافظة ينبع، أتعلمون لماذا؟ لأنه هدد والده البالغ من العمر 61 عامًا بالقتل بالساطور. لَمْ يرحمْ كِِبَرَ عُمْرِ أبيه، ووهْنَ عَظْمِه، واشتعالَ رأسهِ شيْبًا، لم يشفعْ له كل ذلك في ثنيه عن تهديد أبيه بالقتل. يالخسة ما نوى، ويالحقارة ما أقدمَ عليه، ويالفُحْشِ ما أضمره. لقد انتزعت من قلبه الرحمة، فلم يملك الأبُ العاجزُ إلاَّ أن يتقدم ببلاغ ضد ابنه، فتم القبض عليه، وأودع التحقيق، وأكتب هذا المقال بعد خمسة أيام من وقوع الحادثة، كما روتها هذه الصحيفة (11 شعبان 1434هـ، ص 5)، والكلمة الآن لجهة التحقيق، وأرجو منها أن تحزم أمرها، وتُقرِّر ما لخطورة تهديد ابنٍِ أباه بالقتل بالساطور، الأب الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه «من أوسط أبواب الجنة» التي لا يدخلها -كما قال-: «عاقٌ، ولا مَنّانٌ، ولا مُدْمِنُ خمْر».
كتبتُ أكثر من مرة أطالب بتغليظ عقوبة عقوق الوالديْن، لم يَعُدْ من المجدي مقابلة هذا الكم من العقوق بعقوبات بسيطة، فالأحداث دامية، والعواقب وخيمة، ومن العبث السكوت على هكذا عقوق، ومِن الخطأ التساهل في العقوبة و»مَنْ أَمِنَ العقوبةَ أساءَ الأدب» لتقف الجهاتُ المعنيَّةُ بحزم أمام سيْل عقوق الوالدين، لِتُحْمَ الأمومةُ والأبوة من طيش النازقين، والمستهترين، وقُطّاع طرق علاقات الأمومة والأبوة، لتوقِفْ طغيان بعض البنين والبنات، ممّن لا تأخذهم في آبائهم وأمهاتهم رحمة، فباؤوا بغضب من الله، ولـهم في الآخرة عذاب أليم.
من المؤسف أن معظم مَنْ يرتكبون عقوق الوالديْن هم من المثقفين، التعليم لم يرفع من مستوى بعضهم، والتربية لم تـهذب أخلاق بعضهم الآخر، فظلوا يركلون أمهاتهم وآباءهم، وهم عجائز وشيوخ، تبًّا لعيون ترى، وآذان تسمع، ووجوه خلت من: النخوة، والمروءة، والشهامة، والأخلاق المحمودة.
قبل أن تتفتت بعض الأسر السعودية بفعل عقوق الوالديْن، وقبل أن تقع المهالك، أنقذوا الأمهات والآباء من عقوق بعض ممن قصرت أبصارهم. تبًّا لابن عاق جلب أباه إلـى المحكمة طاعنًا في شهادته. تبًّا لابن عاق يرفع ساطورًا ليهوي به على رأس أبيه، ناويًا قتله، تبًّا لـهذا وذاك، والكلمةُ أولاً وأخيرًا لجهات تحق الحق بكلمات ربـها، وتقمع العقوق وَالعاقين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store