Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يا دعاة القتل : توبوا إلى بارئكم

أتعجب من جرأة البعض على تكفير الناس عند الحديث عن الخلافات السياسية .

A A
أتعجب من جرأة البعض على تكفير الناس عند الحديث عن الخلافات السياسية . وأتعجب أكثر ، من الجرأة على ممارسة التكفير في شهر رمضان المبارك ، وكأنهم يتقربون إلى الله بممارسة التكفير ، أو بمعنى آخر : بالدعوة إلى القتل !
القرآن الكريم أكد في كل مناسبة تحدث فيها عن الاختلاف ، على عدم وجود من يمتلك سلطة الفصل في الخلافات العقدية ، سوى الله : (( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)) المائدة .
كل الآيات التي نزلت بشأن الخلافات العقدية ، وليست الآية السابقة وحدها ، كانت تؤكد على أن أحداً لا يمتلك سلطة الفصل في هذه القضية الشائكة ، فكيف يلجأ بعض الكتاب من المؤيدين لحركات الإسلام السياسي ، إلى تكفير كل من يخالفهم الرأي ، وكل من يختلف عنهم في بعض العقائد ؟! هل لديهم سلطان من الله ليقوموا بأداء هذا الدور ؟! إذا كان لديهم سلطان من هذا النوع فليقيموا عليه الدليل ، وإلا فليسكتوا وإلى الأبد حتى لا يشملهم قوله تعالى (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ )) الحج .
ورد في الحديث الشريف عن المقداد بن الأسود أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلاً مِنَ الْكُفّارِ، فَاقْتَتَلْنا، فَضَرَبَ إِحْدى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ قَقَطَعَها، ثُمَّ لاذَ مِنّي بِشَجَرَةٍ، فَقالَ أَسْلَمْتُ للهِ، أَأَقْتُلُهُ يا رَسولَ اللهِ بَعْدَ أَنْ قَالَها فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لا تَقْتُلْهُ، فَقالَ : يا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدى يَدَيَّ ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ ما قَطَعَها؛ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقولَ كَلِمَتُه الَّتي قَالَ)).
وفي صحيح مسلم : حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا هشيم اخبرنا حصين حدثنا أبو ظبيان، قال: سمعت اسامة بن زيد بن حارثة يحدث، قال: ‹ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحرقة من جهينة. فصبحنا القوم. فهزمناهم. ولحقت أنا ورجل من الانصار رجلاً منهم. فلما غشيناه قال: لاإله الا الله. فكف عنه الانصارى. وطعنته برمحى حتى قتلته. قال فلما قدمنا. بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لى « يا اسامة! اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله؟» قال قلت: يارسول الله! انما كان متعوذاً. قال، فقال» اقتلته بعد ماقال لا اله الا الله؟» قال فما زال يكررها على حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. وفي رواية أخرى : (( قال أسامة: يارسول الله أوجع في المسلمين. وقتل فلاناً وفلاناً. وسمى له نفرا. وإني حملت عليه. فلما رأى السيف قال: لااله الا الله. ‹› قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « اقتلته؟» قال: نعم» فكيف تصنع بلا اله الا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ «فجعل لا يزيده على ان يقول» كيف تصنع بلا إله الا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟ )) .
هل يعي هؤلاء ما يقترفون ؟ المصيبة الكبرى لو كانوا يعون!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store