Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أوقات العمل في رمضان

مضى من الشهر الكريم نصفه تقريبا تقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم وأعاده الله على الجميع سنوات عديدة. وهناك قضايا لا زالت بحاجة لحسم في هذا الشهر الكريم .

A A
مضى من الشهر الكريم نصفه تقريبا تقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم وأعاده الله على الجميع سنوات عديدة. وهناك قضايا لا زالت بحاجة لحسم في هذا الشهر الكريم . وأولها وقت الدوام إذ تحدد وزارة الخدمة المدنية الدوام من العاشرة صباحاً وحتى الثالثة ظهرا وهذا وقت مزعج جدا إذ إنه في قمة حرارة الشمس ويكون الصائم في وقت الذروة من زحام السيارات والمراجعين وطبيعة العمل ويكون وصول الموظف لبيته قرابة الرابعة عصرا فهل ينام أو يقرأ القرآن .ثم ماذا عن المرأة العاملة ومتى تعد الإفطار لأسرتها وأرى أن يبقى الدوام من السابعة والنصف صباحاً أو ربما السادسة والنصف وأن يتعود الناس على ضبط نومهم بعيداً عن السهر غير المبرر مع إستمراره حتى الثانية عشرة والنصف ظهرا حيث إن الهدف من الصيام هو طاعة الله عز وجل والتقرب إليه والإحساس بالجوع والعطش بل كان رمضان شهر العبادة والعمل والمعارك ولا يوجد في موروثنا الديني أي إشارة إلى تخفيض العمل أو تغيير ساعات النهار .ولهذا نرجو أن يكون العام القادم بإذن الله عام الدوام الاعتيادي في رمضان ولعل الوقت الآن متاح لدراسة متعمقة من مجلس الخدمة المدنية بالتعاون مع معهد الإدارة العامة عن الدوام في رمضان .بل إن التوجيهات النبوية حثت على البكور وبداية الأعمال والنشاط مع تباشير الصباح .وقد جاء في الحديث الشريف قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه (بورك لأمتي في بكورها ).كما أن للموظف أخذ قسط من الراحة بعد صلاة الظهر حتى صلاة العصر تعينه ليلاً في صيامه وقيامه.أما ثاني القضايا فهو هذا الزخم الكبير من المسلسلات والبرامج الرمضانية التي يمولها التاجر لكسب وخداع المستهلك مع ندرة البرامج الهادفة .حيث تتبني الشركات التجارية تقديم الرعاية والدعم المالي لهذه المسلسلات والبرامج للإعلان عن منتوجاتها فيصرف هذا في نفقات وأجور الممثلين والمقدمين والأمور الفنية وهذا يكون دون النظر إلى أخلاقيات وشرف المهنة الإعلامية والفنية وبغض النظر عن مصداقية هذه الإعلانات وإرتباط بعضها مثلاً بالصحة العامة فماالذي يجنيه المشاهد من المشروبات الغازية والملونة سوى الأمراض المختلفة.ولعلي أذكر نفسي وأذكر غيري من الأثرياء والتجار ولست منهم بالإحسان والعطاء وتفقد الفقراء والمساكين والمحتاجين والمعسرين والمديونين لأن الصدقة والعطاء والكرم أدعى لقبول الأعمال .كما أن المحبة والتواصي والإنفاق في رمضان يسهم في تعميق سبل التكافل بين أفراد المجتمع ويلين القلوب ويمنع التفرقة وينمي الإحساس بالمشاركة والمحبة والعطف بين أفراده حيث قال تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)سورة البقرة.وقال تعالى(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً.إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً.)سورة الإنسان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store