جبل سلع وناطحات السحاب..!

في البداية نقول: لا شك أن جبل أحد المبارك بالمدينة جبل من جبال الجنة.. فيجب الحفاظ عليه والعناية به، وقد طالبت بإضاءته في مقال سابق بهذه الصحيفة الغراء حتى يظهر للعيان ليلًا بثوبه الجميل، وقد كانت الإجابة ولله الحمد، وقد أضفت هذه الإضاءة رونقًا جميلاّ على تضاريس الجبل، وبقي أن تنفذ من حوله حدائق جميلة.. وهناك جبل الراية في أول طريق سلطانة للأسف أُهْمل وتم إنشاء منازل وأكواخ على قمته.
وهناك جبال كثيرة في جميع أنحاء العالم يستغلها عظماء وكبار شخصيات ويستفيدون من مواقعها الجميلة، فهناك الجبل الذي يعتليه قصر أمير "موناكو" في إمارة "مونت كارلو"، وقد أقيمت عليه مبانٍ أخرى بعضها يخص العامَّة خلاف الأسواق والمقاهي والمتنزهات التي يعمها السائحون بالوصول لها بواسطة قطار تليفريك وأسانسيرات ودرج عادية.. ولا ننسى جبل "تيبل مانتن" جبل الطاولة في كيب تاون في جنوب إفريقيا وبه بعض المباني والمتنزهات والمطاعم ليقوم السياح بزيارته والطلوع إليه أيضًا بواسطة تلفريك ضخم والتمتع بمنظر مدينة كيب تاون الإفريقية، وقد زرتهم جميعًا وغيرهم في بلدان أخرى ولله الحمد.. فبعض الجبال تقع في مناطق استراتيجية غالية الثمن، ومن تلك الجبال جبل سلع المشهور في المدينة المنورة، والذي تم في أحد أطرافه شمالًا تقريبًا وبشطفة بسيطة وبمساحة صغيرة جدًا واقعة غزوة الخندق.. كذلك أقيمت على أطرافه مبانٍ كثيرة ضخمة، وبدا خلفها هذا الجبل شامخًا، وما تبقى من هذا الجبل لا يُستفاد منه وهو يقع على مساحة كبيرة جدًا وفى منطقة استراتيجية بالقرب من المسجد النبوي الشريف ويطل عليه ولا يبعد عنه سوى أمتار قليلة جدًا.. قد يقول قائل: ولكن هذا الجبل "أثري" ولا بد من الحفاظ عليه.. ونحن نقول: لو تقع على هذا الجبل آثار تنتشر على كامله لقلنا نعم.. فلماذا لا نترك الجزء البسيط والمحدود جدًا من الجبل الواقعة ناحية موقعة الخندق الشهيرة ونحافظ عليها كدليل لواقعة الخندق، ونستغل ما تبقى من مساحة جبل سلع الكبيرة جدًا، والممتدة آلاف الأمتار قد يصل امتداده إلى منطقة "السيح" وقريب من منطقة "البرابيخْ"..؟!
وبما أننا بحاجة ماسة إلى منطقة مركزية ومبانٍ وفنادق عملاقة سيكون لها مردود جيد بسبب المنظر الرائع من الأعلى للمسجد النبوي الشريف ولتساند المنطقة المركزية الحالية حتى نواكب العدد المتزايد عامًا بعد عام من الحجاج والمعتمرين والزائرين..!