Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ثقافة FM !!

• من بركات رمضان التي لا تخطئها الأعين ولا الآذان ، تحول إذاعات الـ FM من الاستغراق في السطحية وإعادة إنتاج السذاجة و إغراق آذاننا بـ (دوشة ) أغنياتها التي لا تنتهي ، إلى إنتاج برامج ثقافية رائعة

A A
• من بركات رمضان التي لا تخطئها الأعين ولا الآذان ، تحول إذاعات الـ FM من الاستغراق في السطحية وإعادة إنتاج السذاجة و إغراق آذاننا بـ (دوشة ) أغنياتها التي لا تنتهي ، إلى إنتاج برامج ثقافية رائعة وهادفة .. وعندما أقول برامج ثقافية فإنني لا أقصد بالطبع تلك المسابقات الاستغلالية وأسئلتها السخيفة التي تستدر اتصالات المستمعين ..بل أعني البرامج ذات المضامين العميقة التي نجحت بعض قنوات FM بخبرتها وإمكاناتها في تقديمها للمتلقي بأسلوب عصري يعتمد السرعة والإثارة، والنفس القصير.
• هذا النجاح - حتى وان جاء على طريقة مكره أخاك لا بطل للخروج من مأزق رمضان - إلا أنه يدفعني للتساؤل في اتجاهين متضادين ، أولاً : لماذا لا تستمر هذه البرامج طوال العام ولو بنسبة 30% ؟! .. وثانياً إن كنت أتفهم أسباب تلك الإذاعات كونها إذاعات تجارية تقوم أساساً على الربحية ، فأين وزارة الثقافة من إنشاء قنوات إذاعية ثقافية ترافق الشباب في سياراتهم، وتقدم لهم جرعات علاجية تغطي جزءاً من عجزنا الثقافي في القراءة والاطلاع ؟! .
• لست ضد الترفيه ، لكنني بالتأكيد ضد إغراق الشباب بكل هذا السخف ، وضد أن تكون خارطة برامج الإذاعات 99% أغانٍ ، بحجة أن ( الجمهور عاوز كده) ، مما هبط بثقافة الشباب إلى الحضيض قبل أن يهبط بالذوق العام إلى ما دون ذلك ! .
• صدقوني الجمهور ( مش عاوز كده ) .. تجّار الإعلام هم (اللي عاوزين كده) .. وأموالهم هي من أفسدت الذوق العام ..
وأذكر في هذا السياق أن وزارة الإعلام المصرية كانت تمنع ظهور أغنيات المطرب الشعبي ( أحمد عدوية ) في جميع قنواتها حماية للذوق العام .. كان هذا في ثمانينات القرن الماضي، أما اليوم فقد أظهر ما هو أكثر سخفاً من ( السح الدح امبو ) بكثير بعد أن هبط الذوق العام لأدنى مستوياته !.
• الإعلام ليس ترفيهاً فقط .. ولا هو إحدى أدوات تغيير اتجاهات الرأي العام فحسب .. الإعلام أحد أهم أدوات التنوير والتثقيف وتشكيل الوعي . فضلا عن رفعه – إن أراد – للذوق العام .. بشرط استخدام الوسيلة المناسبة ، وهو الدور الذي يجب على وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية أن تقوم به .
• سألني أحد الشباب ذات مرة عن سر تميز الأجيال السابقة بثقافة عالية فأجبته : نحن جيل ندين بالفضل الكبير في تركيبتنا الثقافية والمعرفية لقنوات التلفزيون السعودي (غصب 1، غصب 2) .. فقد كنا نهرب من برامجها المملة والساذجة كل ليلة إلى أحضان الكتب .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store