Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

زكاة وصدقة

جاء رمضان شهر الرحمة والمغفرة والرضوان، وشهر التقرُّب إلى الله عز وجل، وشهر البر والإحسان، الذي فيه ترق القلوب، وتخشع النفوس، وتتوق إلى رحمة الله ومغفرته، والتقرب إلى الله بالطاعات وفعل الحسنات، والام

A A
جاء رمضان شهر الرحمة والمغفرة والرضوان، وشهر التقرُّب إلى الله عز وجل، وشهر البر والإحسان، الذي فيه ترق القلوب، وتخشع النفوس، وتتوق إلى رحمة الله ومغفرته، والتقرب إلى الله بالطاعات وفعل الحسنات، والامتثال إلى ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه. ومن ذلك الشعور بالآخرين والإحساس بالضعفاء والمعوزين والفقراء والمساكين؛ بإخراج الزكوات والصدقات، وتتبع الأحوال وزرع الابتسامات والتخفيف عن معاناتهم وظروفهم واحتياجاتهم. ذلك أن الزكاة والصدقة تربيان الإنسان على محاربة البخل والشح ومقاومة تلك الروح الأنانية الداخلية التي تحث على تجميع الأرصدة وإمتاع النفس فقط دون إخراج الزكوات ومنح الصدقات.
وقد قال الله تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) سورة الحشر. وقد خص الإسلام بالأجر الكبير للإنفاق في رمضان اتباعا لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم إذ روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان). وقد حث القرآن على الصدقة والإنفاق ووعد المنفقين بالأجر والثواب إذ قال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) سورة البقرة. وقوله تعالى: (أنفقوا مما كسبتم) سورة البقرة. وقوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم) سورة آل عمران. كما أن الإنسان إذا تصدَّق وأنفق؛ فإن الله عز وجل يُبارك له إذ قال تعالى: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات). ولقد أقسم النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه الترمذي (ثلاث أقسم الرسول عليهن: ما نقص مال من صدقة). ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وملكان يناديان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، والآخر يقول: اللهم أعط ممسكاً تلفاً). وللأسف نرى عندنا الثراء الفاحش لدى البعض، ومظاهر النعمة من مساكن فاخرة وسيارات وأراضٍ وعقارات ومبانٍ كبيرة تدر عليه ملايين للإيجار ومنازل في كل دولة وأرصدة مالية تشهد عليها البنوك لدينا، كما يكون قد بلغ الستين والسبعين والثمانين من العمر، ومع ذلك يشح ويضخم الأرصدة وعندما تطلب منه صدقات أو مساعدات أو توظيف الشباب الوطني وتدريبهم تجد البخل والشح، فماذا يريد من المال وهو ذاهب بدونه، بينما سيجد السرور والبهجة عندما يزرع ابتسامة على الفقراء والمحتاجين، وهذا سر سعادة بعض الأغنياء الكرماء، إذ يقولون أنهم سعداء عندما ينفقون ويتصدقون. بقي أمر في مجال الإنفاق وهو عندما نرى البعض من الميسورين يدفعون أموالاً طائلة في متع شخصية زائلة وبعضها قد تعود عليهم بالسمعة والرياء بينما عليهم تذكُّر الفقراء والمحتاجين فالصدقة والإحسان والإنفاق هو ما سينفعهم غداً عند الله عز وجل، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store