Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رفقًا بالأحلام !

* لا يكاد يمر أسبوع دون أن أتلقّى رسالة أو أكثر مذيلة بتوقيع شابِ أو شابةِ يشتكون فيها من واقعهم المادي أو التعليمي أو الوظيفي..

A A
* لا يكاد يمر أسبوع دون أن أتلقّى رسالة أو أكثر مذيلة بتوقيع شابِ أو شابةِ يشتكون فيها من واقعهم المادي أو التعليمي أو الوظيفي.. وبالطبع لن تخلو رسائل كهذه، من جرعاتٍ كبيرة من الخوف على مستقبلِ يرونه مُخيِّباً لآمالهم!!.. ورغم تحفظي على تلك السوداوية التي باتت جزءاً من خطاب الكثيرين منهم.. إلا أنه ومع كل رسالة تعاودني نفس التساؤلات "ما الذي يدفع الشباب إلي الشعور بعدم الثقة في مستقبلهم؟ وكيف يمكن الحفاظ على نوافذ الأمل والتفاؤل مشرعة في نفوسهم في ظل متغيرات وتحديات تتقادم بسرعة الضوء؟‏.‏
* تكمن خطورة هذه الحالة في تهديدها المباشر لأعظم ما يمتلكه الشباب ألا وهو مَلَكَةُ استنبات الأحلام.. فهذه السن مشبعةٌ بالآمال والطموحات والثقة بالنفس.. وهي سنٌ لا تعرف الاستسلام للمصاعب أو المستحيلات متى ما وجدت من يتفهمها ويحسن توجيهها.. لكن بالمقابل علينا أن ندرك أن أكثر ما يمكن أن يقتل طموح الشباب ويبدد أحلامهم، هو تجاهل آرائهم، وتهميش أدوارهم، وإضعاف مشاركتهم في صناعة ما يتعلق بمستقبلهم.. إما من خلال سياسة الصمت والتجاهل.. أو من خلال فرض حلول روتينية -مسبقة الصنع- قد لا تتناسب مع عصرهم وواقعهم الجديد.
وعلى الرغم من ترديدنا لمقولة الإمام علي: "لا تقسوا على أبنائكم.. فإنهم خلقوا لزمانِ غير زمانكم".. إلا أننا نمارس وصاية غاشمة على الشباب، عندما نحارب إبداعاتهم وتمرّداتهم حتى وان لم يكن بها مخالفة شرعيةً!.. وعندما نرسم لهم أدق تفاصيل خارطة طريقهم، كي لا يخرجوا من جلابيبنا، وأن لا يكونوا أكثر من مجرد طبعات مستنسخة عنا.. وكأننا نعاود تكرار نفس الخطأ الذي جعل منا جيلاً روتينياً حتى لا أقول فاشلاً.
* إن كان هذا ما يمارس على مستوى الأسرة والجامعة والمجتمع، فالحال لا تختلف كثيرا بالنسبة للمشرِّعين.. فبالنظر إلى مجلس الشورى، نلاحظ غياب الصوت الشبابي بين أعضائه.. مما يُقلِّل من إمكانية ملامسته لشؤون الشباب وهمومهم.. ولك أن تضيف غياب استطلاعات الرأي والإحصاءات وأدوات القياس الدقيقة.. وكلها أمور ساهمت في لجوء بعض الشباب إلينا معشر الكُتَّاب للتعبير عنهم وعن تطلعاتهم.. وهذا خطأ آخر.
* لا أحد يستطيع التعبير عن الشباب كالشباب أنفسهم.. لكن إجمالاً يمكن تلخيص احتياجاتهم في ثلاثة محاور:
1- (سحب) قوات التسلط والوصاية المفروضة عليهم.
2- رفع (الحصار) الفكري عنهم.
3- فتح (معابر) الحوار والنقاش الجاد معهم وإشراكهم في الرأي.. وهذا من شأنه تبديد كل أجواء الحيرة والخوف والإحباط التي يعيشونها.
* الشباب هم قوة التطوير الحقيقية لأي مجتمع، فحافظواً علي طاقات الحلم الكامنة في نفوسهم.. اسمعوهم وخذوا عنهم ما استطعتم.. فالأكيد أن لديهم من الأحلام والرؤى والطاقات ما يمكن أن يجعل منا شيئا مذكورا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store