Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حرية و « ديمو... « !

(1)

A A
(1)
الحرية والديمقراطية : ما أن تُذكر إحداهما إلا وتأتي الأخرى لتركض بجانبها.. كأنهما شقيقتان، والحقيقة أنه لا توجد أي علاقة نسب بينهما، وإحداهما أكبر من الأخرى، ولكنهما تلعبان في نفس الملاعب:
ـ أحلام الشعوب.
ـ ورؤوس الفلاسفة.
ـ وقصائد الشعراء.
هناك من يقول: أن " الديمقراطية " ابنة " الحرية " ...
إذن، كيف ينقلب أحرار " التحرير " على الديمقراطية؟

(2)
هناك تعريف عام للحرية يصفها بالشكل التالي: " الحرية هي غياب الإكراه "
حسناً .. أنا ـ على سبيل المثال ـ أمتلك حرية التعبير.
ألا أحتاج قبلها لمؤسسات تعليمية حرة تعلمني متى وكيف وعن أي شيء سأعبر؟
ألا أحتاج بعدها لمؤسسات إعلامية تمنحني المنبر الحر لأعبر من خلاله؟
ألا أحتاج بعد التعبير لقوانين وأنظمة تحميني، وتحمي الآخرين من كلماتي؟!
كيف تكون هنالك " حرية " دون وجود كل هذه الأشياء؟
ستتحوّل الحرية إلى : عبث .. ومغامرة!

(3)
العربي ، في الصحراء ، يظن أنه أكثر الناس حرية..
له إرادة حرة ، ويقرر ما يشاء ، في الوقت الذي يختاره.
باستثناء الطبيعة، لا يتحكم به أي نظام أو قانون.. بل هو يبتكر من القوانين ما يجده مناسباً له . لا توجد سلطة فوق الأرض تمنعه أو تختار بالنيابة عنه.
ـ هل هي " حرية " تلك التي تأتي دون مسئولية؟
ـ هل هنالك حرية دون وعي بالأشياء حولك، وبالحياة وما يحدث فيها؟

(4)
الإنسان بطبيعته كائن حر.. ويظل لديه شوق للمزيد من الحرية.
ما يأتي لاحقاً ، في حياته ، والظروف التي يتشكل فيها : يتم استعباده!
العربي عنصر حر، منذ أكثر من ألفي سنة وهو يتغنى بحريته وعزته وكرامته.. لكن ، هل هو عنصر ديمقراطي؟
وما هي الديمقراطية؟
أن تؤمن بهذه الآلية التي تمنح ـ الآخرين ـ حريتهم وعزتهم وكرامتهم وحقهم في الاختيار .. وأن تحترم هذا الاختيار .

(5)
العرب أمة حرة قبل أن نعرف " الربيع العربي "..
ولكنها لم تكن أمة ديمقراطية في يوم من الأيام .
الديمقراطية تحتاج إلى وعي، وتراكم معرفي، واحترام لحق الآخر " المختلف " بأن يكون حراً . لحظتها لن تجد أحراراً يجتمعون في " ميدان التحرير " ليشاركوا في هدم الديمقراطية!

Tweeter : @alrotayyan
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store