معه بشروط

" الوقاية خير من العلاج" أبسط مفهوم للعلاقة بين الوقاية من جهة، والمرض من جهة أُخْرَى، والشفاء أولاً وأخيراً بيد الله ثم بالأخذ بالأسباب.
أكتب اليوم منوهاً بالمركز الوطني السعودي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، وأعلن أنني معه. معه إذا كان " أسوة بما هو متبع في مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها، في الدول المتقدمة" كما قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة د. خالد مرغلانـي (صحيفة المدينة المنورة، 26 جمادى الآخرة 1434هـ، ص 3) ومعه إذا ارتبط بوزير الصحة، وإذ ذاك فمن حقي انتقاد أداء الوزارة، ومعه إذا كانت له ميزانية مستقلة، وإذ ذاك تسهل مساءلته ومحاسبته. ومعه إذا كانت عنده لجنة طبية من: ذوي الاختصاصات. ومعه إذا كانت مهامها: مراجعة مشروعات الـخُطَط، والاستراتيجيات، والسياسات العامة التي يقترحها. ومعه إذا وُضِعَتْ له برامج تنفيذية محددة. وإذ ذاك يجب معرفتها ومساءلته عنها. ومعه إذا كان يقدم المشورة إلـى وزير الصحة، وإذ ذاك أسأل: هل أدى دوره المطلوب ؟.
أنا مع المركز حتى الرمق الأخير، ومعه بشروط: أن يتسامى على المرض، فيشخصه بوصفه عدواً يصارعه. ويضع خُطَطاً لا يستجدي الناس بموجبها سريراً في مستشفى، أو دواء من صيدلية عتيقة. ومعه إذا اكتشف الأمراض مبكراً، ومعه إذا حدّ من تأثيرها السلبي عـلى النــاس، والمضاعفات المرتبطة بـها، ووفـر
التواصل الاجتماعي عن طريق النشاطات المجتمعية لإعادة دمج المرضى، وتجاوز العاهات المستديمة التي يعانون منها. ومعه إذا استخدمت المستشفياتُ الأنواع الثلاثة من الوقاية:الأولية، والثانوية، والدرجة الثالثة، وتفاصيل ذلك تُسْتقى من موقع وزارة الصحة. هل بالغتُ في الشروط ؟ ألا يمكن أن تتحقق ؟ ليس مستحيلاً أن تتحقق، طالما صحت العزائم واستنهضت الـهمم.