Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ما سر تفوق الطالبات على الطلاب؟

لن آتي بجديد حين أقول أن الطالبات أكثر تفوقاً من الطلاب حين يتعلق الأمر بالدراسة في مراحل التعليم العام ولحد ما في التعليم الجامعي.

A A
لن آتي بجديد حين أقول أن الطالبات أكثر تفوقاً من الطلاب حين يتعلق الأمر بالدراسة في مراحل التعليم العام ولحد ما في التعليم الجامعي.
السؤال هو ما سبب ذلك التفوق الملحوظ وهل هو ظاهرة موجودة في السعودية فقط نتيجة للظروف الخاصة للمرأة بها، أم أن التفوق الدراسي النسائي هو ظاهرة عربية أو حتى عالمية؟ هذا التفوق لاحظته شخصياً منذ سنوات طويلة لكني لم ألمسه فعلياَ إلا بعد أن مارست العمل الأكاديمي وأتيح لي تدريس الطلاب والطالبات في نفس الوقت فكان الفرق جليا ليس فقط في درجات الإختبارات، ولكن في المواظبة على الحضور والإلتزام بتسليم التكاليف في الموعد وجودة البحوث المقدمة، بل وأيضاً - بشكل مفاجئ- في مهارات العرض والإلقاء. أذكر أني أثرت هذا الأمر مع طلابي الذكور وسألتهم عنه وكان هناك اتفاق بينهم على أنه حقيقة، لكن السبب الوحيد الذي برروه به هو أن الفتيات في السعودية "فاضيات.. طوال يومهن في البيت وبالتالي ليس لديهن شي يفعلنه سوى الدراسة". حسناً، قد يكون هذا سبباً في تحصيلهن لدرجات أعلى في الاختبارات، ولكن ماذا عن التفوق في القدرات البحثية والعرض والإلقاء, بل وفي الإلتزام بالوقت والمواعيد رغم علمنا بمعاناتهن مع المواصلات واعتمادهن الكامل على السائق والاقارب من الرجال؟
بحثت عن أي دراسات علمية محلية أو عالمية تفسر ذلك لكني لم أجد. غير أني وجدت أن تفوق الطالبات ليس مجرد ظاهرة سعودية أو حتى عربية بل وغربية أيضاً. ففي اليمن مثلاً تفوق الإناث على الذكور لخمس سنوات متتالية وحصلن على 91% من نسبة الأوائل, وفي مصرشملت قائمة الأوائل هذا العام 30 طالباً وطالبة حصدت فيها الطالبات18مركزاً مقابل 12 مركزاً للطلاب. نفس الأمر يمكن قوله في دول أخرى مثل العراق والأردن. وقد كشف تقرير صدر مؤخراً لمنظمة اليونسيف تفوق الإناث على الذكور في العالم العربي خلال العقد الماضي في جميع الميادين الأكاديمية تقريباً.
الملفت أنه حتى في أمريكا هناك نسبة إتفاق على هذا التفوق للإناث على الذكور في مراحل التعليم قبل الجامعية على الأقل.
المسألة إذاً ليست مجرد "فضاوة بنات" كما يقول البعض.. وبالرغم من عدم وجود دراسات علمية تفسر ذلك التفوق إلا أنه من المثبت علمياً أن الأنثى تميل إلى النضوج بشكل أسرع من الذكر، كما أنها أقل ميلاً لتشتت التركيز والإنتباه بسبب العوامل المختلفة خلال المراحل الأولى من عمرها. حقيقة علمية أخرى تتعلق بأسلوب التعليم، فالأولاد يتعلمون أكثر بالنظر، بينما البنات أكثر قدرة على التعلم الشفهي والمكتوب. بالإضافة إلى ذلك فإن دماغ الأنثى يختلف عن دماغ الذكر في أسلوب عمله، فالإناث يتفوقن في مهارات الإتصال على الذكور حيث يكون دماغهن أكثر نشاطاً من دماغ الذكور أثناء المحادثة ، وهذا ما يمنحهن تفوقاً إضافياً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store