Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل استيقظت الخلايا الإخوانية النائمة في الخليج ؟

أن يكون هناك مؤيدون للإخوان في الشارع المصري وآخرون معارضون لهم هو بالتأكيد شأن مصري داخلي لا أملك معه كمواطن سعودي سوى أن أدعو الله لمصر وشعبها بالأمن والاستقرار والبعد عن التمزق والطائفية والتناحر..

A A
أن يكون هناك مؤيدون للإخوان في الشارع المصري وآخرون معارضون لهم هو بالتأكيد شأن مصري داخلي لا أملك معه كمواطن سعودي سوى أن أدعو الله لمصر وشعبها بالأمن والاستقرار والبعد عن التمزق والطائفية والتناحر.. ولكن ما لم أستطع فهمه وتفسيره هو أن تنبري في الخليج مجموعة من دعاة ومثقفين وإعلاميين وأكاديميين لتأييد جماعة الإخوان بشكل تجاوز بكثير مجرد التعبير عن الرأي ميلاً وتعاطفاً إلى التفرغ شبه التام لدعم الإخوان ونشر فكرهم وحشد الأتباع لمساندتهم ومهاجمة من يعارضهم ويختلف معهم وشيطنته وصهينته..ومن ذلك تزعم رموزهم لإصدار بيانات سياسية تحمل فكراً إخوانياً أصلياً يعلنون فيه تأييدهم الكامل للرئيس المخلوع مرسي مستخدمين فيه أسلوب الشحن الديني لمخاطبة الجماهير وكسب تعاطفهم بشكل فسره بعض المراقبين بأنه استكمال لمحاولاتهم صناعة "رابعة عدوية" خليجية في ميادين شبكات التواصل الاجتماعي.
السؤال لماذا استيقظت الخلايا الإخوانية النائمة في الخليج الآن؟ والرد ببساطة له شقان: الأول هو شحنة الإدرينالين الكبيرة التي جرت داخلهم نتيجة رؤية نصف حلمهم بـ"الخلافة الكونية" وقد تحقق في مصر مما جعلهم لا ارادياً يطفون بكامل أوراقهم إلى السطح.. شحنة الأدرينالين هذه هي نفسها التي جعلت راشد الغنوشي يطلق تصريحاته الهجومية ضد السعودية ودول الخليج بعد نشوته إثر فوز حزب النهضة في تونس. الشق الثاني له علاقة بانتشار شبكات التواصل الإجتماعي التي يتواجد عليها "سفراء الاخوان" في الخليج بأعداد كبيرة من الأتباع وسقف عالٍ من الحرية والانتشار.
قد يتساءل البعض عن سبب عدم ارتياحي الواضح والصريح لرؤية فكر إخواني في السعودية والخليج، والحقيقة أني لا أشعر فقط بعدم الارتياح ولكن بالاندهاش لرؤية أي خليجي يتبنى ويؤيد حركة تضمر الشر لبلده وتقف ضده في كل المحكّات الحاسمة قديماً وحديثاً، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر مواقفهم السلبية منّا إبّان حرب تحرير الكويت، ووقوف مرشدهم السابق محمد عاكف المنحاز للحوثيين عند تصدي السعودية لاعتدائهم على أراضيها، ووقوفه مع اعلامهم وأنصارهم مع النظام السوري وإيران وحزب الله ضد كافة دول الخليج.
دعونا أيضاً لا ننسى أن تنظيم القاعدة بكل ممارساته الإرهابية في السعودية والعالم عموماً لم يخرج إلا من تحت عباءة الإخوان وأن كلاً منهما قد اختار بدهاء أسلوباً مختلفاً للوصول إلى هدف واحد.. ففي حين أنيط بالقاعدة أسلوب الإرهاب المباشر والتفجير، فقد سلك الإخوان أسلوب العمل السري القائم على التحريض والدسائس والمؤامرات والاغتيالات.
هل المطلوب مني كمواطن سعودي او خليجي بعد كل ذلك أن أمنح ولو قليلاً من التأييد لهذا الحزب لمجرد وضعه عبارة " إلاسلامي" لا لشيء سوى رغبة قادته تحقيق أهداف سياسية مرتبطة بتنظيم الإخوان الدولي؟ الاجابة قطعا لا، فنحن ولله الحمد مسلمون من قبل أن يكون هناك إخوان وسنظل كذلك، ولدينا من العلماء والمشايخ من هم أولى وأنقى من مشيخة الإخوان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store