Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الفرق بين مجالسنا ومجالسهم..!

لو استثنينا المجالس في الاستراحات والدواوين الراقية جدًا التي يأتي إليهما نُخبة ممتازة من الأطباء والأكاديميين ومن كبار القوم المشهود لهم بالنسب وبالأخلاق الكريمة المشرفة وبالصلاح والثقافة والعلم والت

A A
لو استثنينا المجالس في الاستراحات والدواوين الراقية جدًا التي يأتي إليهما نُخبة ممتازة من الأطباء والأكاديميين ومن كبار القوم المشهود لهم بالنسب وبالأخلاق الكريمة المشرفة وبالصلاح والثقافة والعلم والتي تثري المجتمع بما يُتداول بها من أفكار نيّرة ومُفيدة، وندوات تتخللها كلمات أدبية وأشعار نثرية وعربية أصيلة ومؤثرة.! هناك بعض الاستراحات والدواوين الهابطة في مجتمعنا، والتي تتميز ببعض القنوات الفضائية الفاضحة ولعب الورق وخلافه، والقيل والقال، والغيبة والنميمة، والابتلاء بآفة الشيشة والدخان والهواء المعبق برائحتهما، وبعضها في مكان مغلق مما يُسبِّب التدخين السلبي لروادها.! وقد انتشرت كالنار في الهشيم في أماكن كثيرة.! فقد أصبحت مكانًا رائجًا «للتخبُّص» في الطعام، بغياب النظافة والأرز باللحم المتنوع والمليء بالدسم الضار، وأرض خصبة للحديث في أمور بعضها لا معنى له وغير واقعي، وبعضها وكر لبث الشائعات المغرضة، وبعضها مركز للتفريق والتحريض.!
وهناك من همّه أن يتكلم عن الوصفات الطبية الشعبية، بل بعضهم يصنعها ويوزّعها على الجالسين، بحجة أنها تشفي من بعض أمراض المعدة والكلى والقلب، والإمساك والصداع، وخاصة الأمراض المستعصية إلى آخره، وهذه الوصفات متى ما استعملت قد تؤدي إلى الفشل الكلوي والكبدي.!
وتختلف تمامًا عادات وتصرفات البعض في مجتمعاتنا عن بلدان العالم الغربي الراقي وبعض بلدان الشرق المتقدم في قضاء فراغهم، حيث هناك نوع من المعقولية والعقلانية في كيفية قضاء هذا الفراغ، فيقضونه مع أهلهم وأبنائهم في منازلهم وأكواخهم، والاستمتاع «بالجَمْعَة» العائلية، والإحساس بالحنان الأسرى! والبعض لديه مزارع يذهب إليها مع عائلته في الإجازة الأسبوعية فقط، يستمتع بالخضرة والعمل المُسَلِّي، ومنهم من لديه فلاحين يشاركهم فلاحتهم، وتقديم الأعلاف للدواجن والماشية والبقر والخيول، والتسلية بتقليم أشجار الفواكه، والتمتع بتسلقها وبحلاوة أجواء الريف الجميل وهوائه العليل.
والبعض يذهب إلى مكان تجمُّع الأصدقاء والعوائل والأهل في الحدائق العامة، والمنتزهات الراقية المجهزة من قبل البلديات، لكل متطلبات واحتياجات الأسرة، ومنها أماكن مخصصة للشوي والطبخ والملاهي المجانية للترفيه عن الأطفال.. وقد يذهب البعض للرياضة والاستمتاع بالهواء النقي على البحر.! والبعض منهم يقضي أوقاته فيما هو مفيد وقد يكون التسلية في ورشة، أو ركن صغير في كوخه أو بيته يصنع فيهما مجسمات خشبية وينحتها، ولمن له هواية في الرسم يُشبعها ويخترع ويبتكر ويتسلى في إصلاح ما خرّبه الدهر في بيته، أو كوخه، ليملأ فراغه في إجازة الأسبوع، ولو حتى تغيير لمبة إضاءة أو تصليح عطل صَنبور ماء، المهم التسلية وعدم حشو أفكارهم بما لا يفيد..! فتلك الشعوب عملية ومُرتَّبة، المهم أنها تحاول وبشتى الطرق والسبل العمل على راحة البال والنفس، والبعد عن حرقان الدم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store