تطوير التعليم بـ 100 ريال !!

•أتحفني الأخ والزميل العزيز الأستاذ (حمدان الحربي ) برسالة يتذمر فيها- وهو التربوي القدير والإداري المتمرس - من واقع التدريب التربوي وسوء أحواله وعزوف المعلمين عنه .. ونظراً لأهمية هذه القضية فإنني أعاود اليوم نشر الرسالة علها تجد آذاناً صاغية .
• يقول الأستاذ في رسالته التي عنون لها بـ « وزارة تدفع الملايين في الاحتفالات ، لا يجب أن تبخل بـ ١٠٠ ريال لتطوير أداء معلميها « : « لا يختلف اثنان على أهمية التدريب ، وأحسب أن الجميع يتفق معي على أنه بات ضرورة لكل مؤسسة أو وزارة تنشد النجاح وتبحث عن تحسين أداء عامليها ورفع إنتاجيتها .. وما من جهة أصابت شيئاً من النجاح إلا وكان تدريب العاملين فيها ؛ هو أحد الأسباب الرئيسة في ذلك .. حتى سمي عصرنا هذا بـ عصر التدريب . و يُحمد لوزارة التربية أنها اجتهدت في تطوير مناهجها وبعض آلياتها ، و تحسين البيئة التعليمية لبعض مدارسها .. لكن المؤسف أن المعلم وهو أساس العملية التعليمية وجوهرها ، لم ينل نفس الدرجة من الاهتمام ، خصوصا فيما يتعلق بالجوانب التدريبية التي تضمن تحسين أدائه ورفع قدراته.
• التدريب التربوي بشكله الحالي غير مقنع ؛ وغير مجدٍ - حتى لا أقول إنه مجرد عبث - وهذا يعود لعدة أسباب لعل أولها أن من يقومون بتدريب المعلمين غير مؤهلين بالأساس لأداء هذه المهمة الحساسة ، ولا يمتلك معظمهم ملكة التدريب ولا أياً من أدواته ، فهم مجرد ناقلين للكلام فقط دون تعمق في الأفكار أو فهم وإدراك للمضامين ! .. ناهيك عن إصرارهم -ولأسباب مادية - على إجراء التدريب في الفترة الصباحية مما يربك ويشل أداء المدارس.. بالإضافة إلى أن معظم المعلمين يذهبون للتدريب دون رغبة حقيقية لانعدام الحافز وغياب الدافع .
•إذا أرادت وزارة التربية تطوير معلميها و تحسين مخرجاتها ، فعليها أخذ الموضوع بجدية أكبر ؛ من حيث نقل التدريب إلى الفترة المسائية ، ووضعه تحت إشراف شركات عالمية ؛ و بيوت خبرة مختصة ، ومدربين معتمدين لديهم خبرة كافية في هذا المجال .. بالإضافة إلى وضع مقابل مالي بسيط قدره 100 ريال مثلا كحافز يدفع المعلمين الى التسابق نحو التدريب خصوصا أن الميزانية الكبيرة للوزارة يذهب جزء منها في الحفلات !
• لن يتقدم التعليم فى بلادنا إلا بعد أن يكون التدريب من أهم أهداف الوزارة .. وأن يعطى المعلم حقه من التدريب والتطوير.. فوزارة بلا تدريب مثل بيت بلا قواعد .