Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مؤتمر الأدباء.. بين الغياب والجفاء!

انتهت فعاليات المؤتمر الرابع للأدباء، وسط علامات تعجب واندهاش من الحاضرين لفعالياته، بداية من حفل افتتاحه، ومرورًا بجلساته وأمسياته، وانتهاء بالمعرض المصاحب له، ولعل من الحكمة أن يقف الحصيف عند ختام م

A A
انتهت فعاليات المؤتمر الرابع للأدباء، وسط علامات تعجب واندهاش من الحاضرين لفعالياته، بداية من حفل افتتاحه، ومرورًا بجلساته وأمسياته، وانتهاء بالمعرض المصاحب له، ولعل من الحكمة أن يقف الحصيف عند ختام ما قام به ليقوم بتقييمه سعيًا منه لتقويمه.
ولا أتصور أن ما حظي به المؤتمر من تغطية إعلامية ترضي طموحات الإعلاميين، فضلًا عن المهنيين، ممن وجدوا أن الدعاية المصاحبة للمؤتمر كانت ضعيفة، وهو ما رسم علامة استفهام لا منتهى لكبر حجمها.
ومما زاد من كبر حجم علامة الاستفهام هو التصريح الذي أدلى به المشرف العام على المؤتمر، والذي نص على أن الاستعدادات تجري على قدم وساق منذ سنتين للإعداد للمؤتمر، لنُعيد ذات التساؤل: هل ما وقع كان موازيًا للمدة التي تم الإعداد فيها للمؤتمر، وهل هذا نتاج عامين؟!
إن التعجب من كل ما جرى خلال المؤتمر كان هو العلامة الفارقة؛ ففي الافتتاح ذُكر بأن المؤتمر الأول للأدباء عُقد قبل نحو أربعين عامًا، ليعيش الجميع حالة من الاندهاش، لماذا أوقف كل تلك الأعوام؟ وهل كانت عودته يانعة وقوية، أم هي أشبه ما تكون بالطفل الخديج الذي لا يزال في مهده، ولم تمكّنه الأيام من النمو ليحبو على الأقل ويصل للهدف الذي يريد؟!
وفيما يتعلق بالتنظيم، فتخيل -عزيزي القارئ- أن حفلًا ينتهي، ويُدعى الحاضرون لتناول طعام العشاء، ثم تُقام أمسية شعرية!، ولا أفشي سرًا إذا قلت: إن كروت الدعوة لم تصل للكثير من أبناء وأدباء طيبة ومفكريها ومثقفيها، وهو ما انعكس سلبًا على حضور جلسات المؤتمر، الذي لم يتجاوز الثلاثين في معظمها، وفي البعض كان يقل عن هذا العدد، وهو ما أظهر الفعاليات بصورة ضعيفة، وجعل بعض المشاركين يتساءلون عن ذلك الإحجام عن الحضور، ويتساءلون عن أساتذة الجامعتين، وغياب صفوة المجتمع في هذه البلدة المباركة، وعن سر ذلك الجفاء!
أما افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر فقد جاء متسقًا مع فعاليات المؤتمر، حيث لم يزد عدد الحاضرين على أصابع اليد الواحدة، في ظل إحجام ملحوظ من الإعلاميين، سواء في مجال الإعلام المقروء أو المرئي أو المسموع، فالمعرض كان مجرد تجميع لبعض إصدارات الأندية الأدبية في المملكة، وأجزم يقينًا أن أحدًا من الأهالي لم يعرف الطريق المؤدي إليه!
إن الجميع كان يتوقع أن يكون هذا المؤتمر أنموذجًا في العمل الإعلامي والمهنية الإعلانية والدعائية، بحيث يبلغ الآفاق ويسمع به القاصي والداني.
وإذا ما عرجنا على ما جاء في الجلسات، نجد أنها تناقش قضايا الأدب، ولم تتطرق في جلسة أو محور للأدباء وهمومهم، إذ المؤتمر لهم والنقاش يدور حول ما يشتغلون به!
والمفترض أن يناقش المؤتمر قضايا الأدباء ومعاناتهم، ويحاول تقصي تطلعاتهم وتحقيق طموحاتهم، فهم يعيشون في مجتمع لا يقيم لهم وزنًا، ومما ساعد على ذلك كثير من وسائل الإعلام التي انصرفت إلى الرياضة والفن؛ تاركة الأدباء يتقلبون في معاناتهم مع الأندية الأدبية؛ التي باتت مشغولة في خلافاتها الداخلية، وبات الأديب مضطرًا لطباعة إنتاجه في الخارج، وقد خرج المؤتمرون وهم يُطالبون بإيجاد هيئة مستقلة للثقافة، وكأنهم يعنون جمعية للأدباء، توليهم العناية وتمنحهم بعض الرعاية، كما أزجوا مع شكرهم أمنية تتمثل في تفريغ الأديب.
وفي ختام الملتقى خرجت التوصيات، والتي كانت كسابقاتها في المؤتمرات الثلاثة الأول تنظيرية مكررة، وقد أكد بعض الحاضرين أنها نسخة مكررة لتوصيات المؤتمر الثالث، وسيكون مصيرها بطبيعة الحال في بطون الكتب؛ ليتم حفظها فوق رفوف المكتبات، ولتشهد السنوات أننا مجتمع ما أن نعقد مؤتمرات حتى نعلن عن النجاحات، فهنيئًا لنا على هذا النجاح!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة