Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مصير سوريا ونفاق الغرب!

في مقالتي الفارطة الأسبوع الماضي تحدَّثتُ عن نفاق الغرب البيّن تجاه مجازر الأسد المروّعة في سوريا الأبيّة، وقلت بأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على وجه التحديد جعلوا من نكبة السوريين على يد الن

A A
في مقالتي الفارطة الأسبوع الماضي تحدَّثتُ عن نفاق الغرب البيّن تجاه مجازر الأسد المروّعة في سوريا الأبيّة، وقلت بأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على وجه التحديد جعلوا من نكبة السوريين على يد النظام الأسدي العميل والخائن مسرحية هزلية، لا تجلب الضحك لمن يشاهدها؛ بل أيضًا تجعله في حيرة إزاء نظرة الغرب لعقلية الإنسان العربي الذي يُصاب بالدهشة لذلك النفاق، والديمقراطية المزيفة التي يدَّعيها الغربيون بمن فيهم منظمتهم الأممية المشلولة، التي صار أكبر همِّها الحل والترحال في أرض سوريا بحثًا عن أدلة تدين طرفًا باستخدام الأسلحة الكيمياوية!
يا لها من متناقضات عجيبة، ويا له من أسلوب سياسي مقيت، يفضح قرارات الدول الغربية حيال كل قضايا الأمة العربية.
ولعل المتتبع للوضع السوري -منذ انطلاق ثورة الأحرار في سوريا ضد نظام الأسد القمعي- يدرك من الوهلة الأولى أن السعودية وقفت موقفًا شجاعًا وواضحًا، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن قضية الشعب السوري قضية لا تحتاج إلى أدلة أو براهين، فهي قضية جليّة يتبيّن فيها ظلم شعب أعزل على يد سفاح يدّعي الممانعة وحماية لواء العروبة، وهو الذي يُقصف مرة واثنتين من قِبَل طائرات إسرائيلية دون أن يطلق رصاصة واحدة -ولو في الهواء- صوب الكيان الصهيوني! وقد أوضحت السعودية مرارًا بلسان ممثلها في الأمم المتحدة أن أكاذيب بشار الأسد ونظامه المجرم كالشمس في رابعة النهار؛ كما حذّرت من مغبة تردّي أوضاع الشعب السوري إن ترك الحبل على الغارب لمجرم أهلك الحرث والنسل! ومع ذلك تجاهل الغربيّون كل ما يجري في سوريا؛ واستمر نزيف الدم السوري دون رادع أو حساب؛ حتى خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليقول: إنه سيوجّه ضربة محدودة لنظام الأسد!! وقد أحسن السيناتور ماكين قولاً حيث وصفها بالضربة التجميلية في رد فعل ساخر على خطاب أوباما الغامض الذي ينضح بنفاق وضعف وعدم جدية في اتخاذ موقف تأريخي يحفظ للعالم أمنه واستقراره في ظل تهديدات نووية إيرانية، وتحديات عسكرية قد تُهدِّد مصالح أمريكا في منطقة الشرق الأوسط.
ويبدو أن أوباما ومعه حلفاؤه الغربيون سيندمون أشد الندم على المماطلة في قصم ظهر نظام مجرم قاتل بحجة عدم وجود تفويض أممي للقيام بعمل عسكري في سوريا، وسيدفع الأمريكان على وجه الخصوص ثمن هذا التردد المهين لهيبة بلادهم التي جعلها أوباما على المحك في مواجهة غطرسة روسية، وجعجعة إيرانية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store