Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المواد الاختيارية.. دعامة قوية في التعليم الجامعي

تُعرّف "المواد الاختيارية" بأنها مواد أو مهارات عملية، أو برامج اجتماعية أو سلوكية توفرها الجامعات لطلبتها خارج "المواد الأساسية" في التخصص، بل وتوفرها حتى المدارس الثانوية لطلبتها في الكثير من الدول.

A A
تُعرّف "المواد الاختيارية" بأنها مواد أو مهارات عملية، أو برامج اجتماعية أو سلوكية توفرها الجامعات لطلبتها خارج "المواد الأساسية" في التخصص، بل وتوفرها حتى المدارس الثانوية لطلبتها في الكثير من الدول. هذه المواد ليست مطلوبة للتخرج من ناحية علاقتها المباشرة بالمنهج الأساسي للطالب، إلا أنها قد تضيف إلى معارف الطالب - في تخصصه - الكثير من المعلومات أو المهارات، وحينها تُعمّق من معرفته في التخصص، وأحيانا قد لا يكون لها علاقة بالتخصص البتة، ولكنها تُوسّع مدارك الطالب أو الطالبة في علم أو فن معين يجد فيه الطلبة المتعة والمعرفة الإضافية.
بالرغم من أن جامعاتنا قد منحت الكثير من الحرية للطلبة في تصميم جداولهم الدراسية، واختيار موادهم بما يتناسب مع قدراتهم وظروفهم داخل وخارج الجامعة، إلا أنه من النادر أن تجد كلية من الكليات في جامعاتنا توفر لطلابها وطالباتها فرصة التسجيل والانتظام في "المواد الاختيارية" بشكل جدّي.! فمن فوائد المواد الاختيارية للطلبة، أنها توسع مداركهم في معارف متنوعة خارج ما تُلزمهم به متطلبات التخصص. وقد يساعد ذلك الطالب على تجويد تخصصه الدقيق فيما بعد، أي في دراساته العليا. والأهم من ذلك أنه وإيمانا من المُخطّط الأكاديمي بأهمية التعلم في الجامعة بدلا من التدريس والتلقين، فإن "المواد الاختيارية" توسع أفق الطالب الأكاديمية والمعرفية والحياتية، كما وأنها في كثير من الأحيان، تشكل مُتنفسًا معرفيًا للطلبة بعيدًا عن ضغوطات المواد الأساسية "الإجبارية" في تخصصاتهم. كل ما ذكرت سابقا يصلح للتطبيق في كل الجامعات في كل مكان، أما في جامعاتنا السعودية، فيمكن أن أضيف: إننا بحاجة إلى أن نستخدم هذه "المواد الاختيارية" لتزويد طلابنا بالكثير من المعارف "الوطنية" و"التراثية" و"الاجتماعية" و"الدينية"، وأنا هنا لا أتحدث عن متطلبات الجامعة من اللغة العربية والثقافة الإسلامية أو اعتبارها بديلًا لها، إنّ هذه المعارف قد لا يتاح للطالب الاطلاع عليها أو معرفتها، لو لم تكن مدرجة ضمن منظومة "المواد الاختيارية". بل قد تسهم هذه المواد في دعم الأمن الاجتماعي والفكري، حيث تشكل سياجًا واقيًا يحمي الطلبة من الانزلاق في أمور وموضوعات ومفاهيم مغلوطة، لا تحمد عقباها.
إن "المواد الاختيارية" أصبحت ملازمة للمواد الأساسية في كل جامعات العالم، بل لو اطلعت على أي من مواقع الكليات والجامعات العالمية لوجدتها تعرض على طلبتها ما يزيد على المائة والخمسين مادة اختيارية وأكثر، ليختار منها ما يريد ويناسب تطلعاته. وأضرب مثلا عشوائيا بموقع كلية تك للأعمال في دارتموث Tuck School of Business at Dartmouth، حيث توفر هذه الكلية العشرات من "المواد الاختيارية" http://www.tuck.dartmouth.edu/mba/elective-curriculum/elective-courses
أتمنى أن نستفيد من تجارب تلك الجامعات حول العالم، في تأسيس برامج جادة وأصيلة لـ"المواد الاختيارية"، فهي بلا شك، إن أُحسن التخطيط لها، ستساعد طلابنا على توسيع مداركهم وتصقل تجاربهم، كما أنها ستقوي اللحمة الوطنية للطلبة بمجتمعاتهم، وتؤكد على أصالة هويتنا وثقافتنا وتراثنا الذي نفخر به كثيرًا.. وبالله التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store