Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نقاشات حول مصطلح الإعلام الجديد

استوقفتني طويلا عبارة ذكرها أحد المتحدثين الرئيسيين في ندوة "الإعلام الجديد" بمهرجان سوق عكاظ مفادها أنه أخطأ حين كان يسوق لمصطلح الإعلام الجديد في الماضي لأن التسمية الصحيحة -وفق قوله- هي "الإعلام ال

A A
استوقفتني طويلا عبارة ذكرها أحد المتحدثين الرئيسيين في ندوة "الإعلام الجديد" بمهرجان سوق عكاظ مفادها أنه أخطأ حين كان يسوق لمصطلح الإعلام الجديد في الماضي لأن التسمية الصحيحة -وفق قوله- هي "الإعلام الاجتماعي" أو "شبكات التواصل الإجتماعي"! وقد علقت حينها على ذلك عبر صفحتي على تويتر قائلاً: إنه أمر محبط أن يكون كثير من المتخصصين لدينا غير قادرين حتى الآن على التفريق بين مصطلحات مثل: إعلام جديد، إعلام رقمي، صحافة إلكترونية، إعلام اجتماعي، شبكات تواصل اجتماعي، تويتر.. كما غردت قائلاً بهذا الخصوص بأنني ربما أتقبل حدوث مثل هذا الخلط في المصطلحات من قبل مستخدمين عاديين ولكن قطعاً ليس من متخصصين في المجال بما فيهم من صحفيين وأساتذة وطلاب إعلام. وأذكر أنني في عدد من نقاشاتي حول الإعلام الجديد وصلت إلى طريق مسدود لأني في الوقت الذي كنت أتحدث فيه عن إعلام جديد كان اعلاميون اخرون مشاركون في النقاش يتحدثون بشكل خاطئ تماماً عن تويتر وفيسبوك باعتبارهما هما الإعلام الجديد بلحمه ودمه.
هذا النقاش حول الإعلام الجديد وماهيته وتأثيراته هو في الواقع أمر مألوف لدي، بل أنه بدأ معي منذ أكثر من 19 سنة وتحديداً في شهر نوفمبر 1994م عندما كتبت مقالاً في مجلة المبتعث في أمريكا بعنوان "مع تطور الإعلام الإلكتروني هل تصبح الصحافة المطبوعة جزءا من الماضي". ردة الفعل على هذا المقال كما أذكر جيداً كانت مزيجاً من الاستغراب بل والسخرية، غير ان ذلك لم يمنعني من نشر مقال آخر عام 1995م بعنوان "كيف يمكن للصحيفة الصمود أمام الإعلام المرئي؟"، ثم مقال آخر عام 1996م حول تأثير الإعلام الإلكتروني على الإعلام التقليدي ذكرت فيه بالاسم ولأول مرة عربياً مصطلح "إعلام جديد"، وكان ذلك بالمناسبة في وقت لم يكن فيه هناك شيء اسمه فيسبوك او تويتر او يوتيوب او حتى شبكات تواصل اجتماعي. وقد حذرت في ذلك المقال من أن هذا الإعلام الجديد سوف يختطف قراء وإعلانات الصحف المطبوعة وبأن دخول الإنترنت لعالمنا العربي لاغنى عنه حتى لا تتسع الفجوة بيننا وبين التكنولوجيا الجديدة. وفي عام 1996م أيضاً أصدرت كتاب "انترنت.. المرجع الكامل"، ثم في عام 2002م أصدرت كتاب "الإعلام القديم والإعلام الجديد.. هل الصحافة المطبوعة في طريقها للانقراض".. الجدل حول مستقبل الصحافة المطبوعة أصبح اليوم محسوماً بعد تساقط كبرى أوراقها تباعاً واعتراف قادتها في العالم أن السؤال لم يعد "هل ستنقرض؟" ولكن "متى ستنقرض؟".
جدل آخر متكرر يتعلق باسم الاعلام الجديد نفسه، وهل يصح تسميته "جديد" New أم أنه "متجدد" او "بديل"؟.. وفي رأيي أنه إعلام جديد وسيظل اسمه "جديداً" ما بقي اسم نيويورك نيو يورك.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store