Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العراق خراب ودمار..!

في التسعينيات ارتكب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حماقة تأريخية كبرى بغزوه دولة الكويت الشقيقة بذريعة الضغوط الاقتصادية التي كان يُعانيها العراق بعد حرب دامية مع إيران أكلت الأخضر واليابس؛ وأدّت إلى

A A
في التسعينيات ارتكب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حماقة تأريخية كبرى بغزوه دولة الكويت الشقيقة بذريعة الضغوط الاقتصادية التي كان يُعانيها العراق بعد حرب دامية مع إيران أكلت الأخضر واليابس؛ وأدّت إلى قتل الآلاف من الدولتين؛ كما أسهمت تلك الحرب في نكوص العراق وابتعاده عن دوره الريادي في مجالات الإبداع والفكر والعلم والثقافة. وصدام الديكتاتور الذي أخرج العراق -بحماقته السياسيةـ من حربٍ إلى أخرى أشد ضراوة منها نسي أن الظلم لا يدوم، فلقي مصيراً أسوداً وشُنق في مشهد مُؤلم لكُلِّ من طبّل له وسانده على ظلمه للشعبين العراقي والكويتي؛ بل ظلمه للإنسان وقتله الأنفس التي حرّم الله بسبب كبريائه وغطرسته وحماقاته!
واليوم وبعد سنوات من مصرع صدام وابنيه يجد العراقيون أنفسهم في نفس المكان والزمان الذي تركهم فيه صدام، بل صار الوضع أسوأ من جميع النواحي! وتحولت عراق الثقافة والأصالة والفكر إلى برك من الدماء في انفجار هنا وتفجير هناك، وأثبتت الديمقراطية الأمريكية المصدرة التي استلم رايتها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فشلها الذريع في إعادة العراق إلى شيء مما كان عليه أيام المجرم صدام في جوانب الأمن والاقتصاد.
وتتكرر المشاهد الدامية في العراق التي باتت مسرحاً شبه يومي للإرهاب وقتل المئات من المدنيين الأبرياء دون وجه حق. ومما لاشك فيه أن المالكي الذي أقصى خصومه السياسيين وعلى رأسهم طارق الهاشمي نجح في شيء واحد وهو تكريس ذات النهج من القهر السياسي الذي كان يُمارسه صدام في أوج قوّته، فأدخل المالكي بسياساته الفاشلة العراق في نفقٍ ضيّق يصعب أن تخرج منه إلا بمعجزة حيث عمّت الفوضى وزادت البطالة وضاق الناس ذرعاً بأبسط مقوّمات حياتهم اليومية! وفي خضم هذا الفشل الذي يقوده المالكي حقق العراق فشلاً آخر على صعيد العلاقة مع الأشقاء العرب، حيث لم ينجح المالكي في بناء علاقات جيدة مع كثير من الدول العربية، ولعل موقفه مما يجري في سوريا من قتل وتشريد وإبادة جماعية على يد الطاغية بشار الأسد يُؤكِّد أنه عنصري بامتياز، وطائفي من الدرجة الأولى في حين يُردِّد ذات الاتهامات تجاه كل من يختلف معهم! وحتى لو لم يكن للمالكي يد طولى في إذكاء نار الطائفية المقيتة بين الإخوة من سنة وشيعة يكفي خطاباته التحريضية التي تُؤكِّد أنه ليس رجل دولة كما قال الهاشمي!
لقد حوّلت سياسات المالكي ومن يُناصره العراق إلى دولة مُتخلِّفة في كل الجوانب بعد أن كانت مقصد العلماء والمثقفين والمبدعين، ولا أدلُّ على ذلك من هجرة العراقيين وتركهم لبلادهم التي تحوّلت إلى بلد مخترق من الناحية السياسية وكذلك الأمنية.
ويبقى السؤال قائماً، هل سيعود العراق دولة أمن وسلام وحضارة، أم المالكي سيرحل ويأتي من يخلفه في ذات المنحى والتوجه المدمرين؟!
الإجابة رهن بتوافق سياسي تأريخي لا يقوده من يُؤمن بالمذهبية والطائفية منهجاً في حكم الشعوب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store