السمنة وأضرارها..!

ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك؛ من الطبيعي أن تُفتح الشهية لنهم اللحم المشوي، المليء بالدهون، والمشبع بالأملاح الـ»يورك آسيد».
والأنباء تقول إن 75% من المجتمع السعودي يعاني من السُّمنة..! وللأسف بعض الناس يتخذون الأكل وسيلة للتسلية وقطع الوقت..! فكلّما وجدوا فراغًا ولم يجدوا شيئًا يفعلونه، فكّروا على الفور في معدتهم.. فيتخذون من الإسراف في الطعام مظهرًا للتنفس..! وفي كثير من الأحوال يواصل بعض الناس الإسراف في الطعام، برغم تناقص حاجة الجسم إلى الغذاء.. فتكون النتيجة ترهل الجسم، واكتنازه باللحم والشحم.
الأخصائيون يقرّون أن البدانة نادرًا ما تُورّث، بل هي صفة تُكتسب بالشراهة والإسراف في الأكل والشرب.. وأكثرية الناس -أي ما يعادل 70% منهم- يظنون أن البدانة يرثها الطفل عن أبويه.. ولكن ليس هذا بالضرورة..!
صحيح أن الأكل لسد الجوع أمر ضروري لحياة المرء، لكن الأكل بدافع الشهية، والإفراط في الطعام أمر غير مرغوب فيه. لذا وجب العمل على استعمال كوابح الشهية حتى نحافظ على صحتنا، وبالتالي تطول أعمارنا بمشيئة الله.. والأطباء يعرفون جيدًا أن زيادة الوزن تعني توسع الخلايا الدهنية في الجسم.. ولدى الأشخاص ذوي السمنة الزائدة يتكاثر عدد الخلايا ليبلغ مئة مليار وأكثر. وهناك بدانة تحدث للبعض نتيجة جلوسهم، وقلة الحركة لديهم، خصوصًا أمام التليفزيون، واندماجهم مع الدراما والأفلام، فيأكلون من المكسرات والحلويات التي أمامهم، وبها سعرات حرارية مرتفعة، ليختفي فيه النشاط البدني الذي يحرق هذه السعرات.. وفي جميع الأحوال عاداتنا في الأكل، وكثرة المواد الدهنية في اللحوم، وبالتالي تشبّع الأرز والكبسة بها، قد يؤدّي كل ذلك لمرض خطير.. مع العلم بأن في اليابان «الشعب الراقي» الأكل بالميزان، وفى أوروبا الأكل بالحبّة، وبالقطعة، وكل فرد له قطعة لا تزيد عن جرامات محدودة.
وهناك من يقول بأن السُّمنة تكون بسبب العز، ومن يقول أنها تأتي من سعة -ولله الحمد- والحقيقة أنها مرض مهما كثرت التبريرات والحجج، ويجب أن يعرف الشخص تاريخه الغذائي، وتكوينه الوراثي حتى يتجنّب السُّمنة ومشكلاتها.
وأخيرًا نقول: إن منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» تقول إن العالم يهدر بما قيمته 75 مليار دولار من الغذاء سنويًّا، وقد يكون 35% من هذا المبلغ بسبب بقايا الأكل من الولائم والأفراح المتتالية في مجتمعنا، بينما يموت كثيرون جوعًا في بلدان فقيرة، وفي الواقع قد أضرّ بنا كرم حاتم الطائي.