Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العقلا.. الإنسان والإحسان!

لا عجب أن يرتحل المرء عن منصبه، فهذه سنة الحياة، نزول وارتحال ، والدنيا لا يدوم لها حال، ولا تستقيم على شأن، والحصيف من يدرك أن وجوده فيها مجرد سيرة ، وعليه أن يملأ تلك السيرة بما يسره فيطيّب فيها ذكر

A A
لا عجب أن يرتحل المرء عن منصبه، فهذه سنة الحياة، نزول وارتحال ، والدنيا لا يدوم لها حال، ولا تستقيم على شأن، والحصيف من يدرك أن وجوده فيها مجرد سيرة ، وعليه أن يملأ تلك السيرة بما يسره فيطيّب فيها ذكره ، لأنه في نهاية الأمر سيودع مكانه المصغّر تمهيداً للمغادرة الختامية.
ولعمري فقد أدرك معالي الدكتور محمد بن علي العقلا ذلك جيدا؛ وأصبح موضع ثناء العديد من الأهالي بما فيهم أولئك الذين لم يروه أو يتعاملوا معه
ولن أكرر ماسبقني إليه زملاء أعزاء وكتّاب فضلاء من محاسن لهذه القامة الإدارية والإنسانية، ولكنني سأسوق بعضا مما عايشته شخصيا مع هذا الإنسان مركزا على صور الإحسان:
- كان لمعاليه يومان يستقبل فيهما المراجعين ، أما الاثنين فكان لطلاب الجامعة والثلاثاء لمنسوبيها وأعضاء هيئة التدريس فيها
- لم يُعهد عنه التعالي ، وقد عاينت بنفسي ذات مرة كلامه مع أحد الطلاب ، فماكان من ذلك الطالب إلا أن بكى، فأخذه بيده وذهبا بعيدا واختفيا عن الأنظار ، إكراما لذلك الطالب ، وقد عادا بعد برهة وقد علت على محياه علامات السرور
- كان حريصاً على الطلاب ، حتى أنه يعطيهم رقم جواله الشخصي ، ويطلب منهم الاتصال في أي وقت، وفي أحد الاحتفالات - التي كانت تتوالى - قامت جهة بتخصيص زاوية لكبار الضيوف وعلى رأسهم معاليه، فجاملهم وأكل قليلا ثم أستأذن طالبا منهم البقاء وإكمال تناول طعامهم، ليجدوه بعد ذلك في الفناء يأكل مع الطلاب
- مواقفه مع كل من يتوفى له قريب أو يمرض لا يمكن إحصاؤها، فتجده يبادر إلى مواساته مهما كان ذلك الإنسان موظفا أو طالبا، بل تجده يسعى لتقديم مايمكن تقديمه، في لفتة إنسانية وأخوية ليست بمستغربة
- كان مرهف الحس ، عطوفا ، لا يستطيع أن يملك عبرته ، وبخاصة مع الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وقد وجّه بتخصيص وحدة للعناية بذوي الاحتياجات الخاصة
- طلب مني أحد الفضلاء أن أطلب من معاليه الحضور لحفل خيري للأيتام ليس فيه حضور إعلامي على الإطلاق، فهاتفته وكان في مكة، وعندما أخبرته بالحدث وافق على أن يأتي في الغد من مكة وحضر وألقى كلمة اختلطت فيها مشاعر الحب والرأفة ، بعيدة كل البعد عن الرسميات ، وأخذ يمسح على رأس كل يتيم.
- قام أحد المغردين مؤخرا من خلال موقعه في تويتر بإطلاق العنان لقلمه ، وأطلق التهم جزافا على معاليه، فما كان مني إلا أن عرضت عليه القيام بمهمة شكاية ذلك المغرض مطالبا إياه فقط بتفويضي، فرفض رفضاً قاطعاً مبررا ذلك بأن يريد الاحتساب وابتغاء الأجر والمثوبة
- حرص معاليه أشد الحرص على أن يأخذ كل موظف في الجامعة حقه ، فالترقيات شملت الجميع، والترسيم شمل المئات، وأتاح الفرصة للجميع للمشاركة في المعارض الدولية للكتاب ، وكان ذلك محل ارتياح من قبل الجميع
- لم يترك معاليه الجامعة إلا بأعمال جليلة ومآثر عظيمة ، فقد انتقلت الجامعة للعالمية وانفتحت على المجتمع ، وباتت معلما يرتاده أبناء المسلمين والمنطقة بل والمناطق المجاورة بعد أن فتح باب الانتساب والدراسات المسائية، وقد التقيت قاضيا كان يأتي من الطائف للدراسة
هذا غيض من فيض ، أحببت تسليط الضوء عليه، متمنيا لمعاليه التوفيق في حياته، مهنئا إياه بهذه السيرة العطرة والتي يغبطه عليها الجميع، ولا يفوتني أن أزجي الأمنيات بالتوفيق لمعالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند راجيا له العون والسداد في مواصلة المسيرة وقيادة الجامعة بخطى رائدة ثابتة.
E mail:aalqash1@hotmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة