Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إلى الهيئة سلام .. هذا مختصر الكلام

لا نكاد نقفل هذا الملف بكل ما تثار من حوله التفاصيل إلا وتعود الأقلام الصفراء تطل برأسها من جديد,, الملف هو ملف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فكلما ظهرت قضية محددة الجوانب واضحة المعالم إلا وا

A A
لا نكاد نقفل هذا الملف بكل ما تثار من حوله التفاصيل إلا وتعود الأقلام الصفراء تطل برأسها من جديد,, الملف هو ملف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فكلما ظهرت قضية محددة الجوانب واضحة المعالم إلا واستلت الصفراء اقلامها, حتى وصلت بها الجرأة ان طالبت بكل سخافة المنطق وحقيقة الواقع بإلغاء الهيئة, لا اعلم لماذا عندما سمعت هذه الدعوة تذكرت مباشرة قصة أكلت يوم أكل الثور الأبيض, والكل يعلم هذه القصة الجميلة التي وصفها مختصر بان الخضوع يكون دائماً بعد التنازل الاول, الخطوة الأولى إلغاء الهيئة ثم فتح المحلات وقت الصلاة ثم حرية اللباس وحرية المعتقدات اليسارية ولعلهم يطالبون بعدها بتحويل مسار الحج الى جزر هاواي.!!
الفكرة ان ما ذكر أعلاه قد لا يكون أصلاً موجوداً في أي دولة في العالم إلا دولتنا, لنعيد صياغة الجملة مرة أخرى فنقول: نحن الوحيدون الذين نتميز بأننا على ارض الحرمين حول بيت الله على أرضه من لدينا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, نحن الوحيدون الذين لا نعطي فرصة لفكر يساري بالظهور ليس خوفاً من قوة منطقه بل خوفا من ان يفتن به احد فكأنما سلمناه للشيطان ببساطة, هذه الأرض بارك الله فيها بدعوة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وسار عليها خير خلق الله أجمعين عليه صلوات ربي وسلامه, هنا نحن في جهاد مستمر, هنا نحن في صحوة رغم أنوفنا.
الهجوم الأخير على الهيئة منبعه ليس فكرها او أداءها وتأثيره على تماسك المجتمع وأمنه, بل بناء على موقف او حالة فردية حصلت, قد يكون فيها خطأ وقد يكون فيها صواب ولكنها فردية ليست أساسية, أيا أهل العقل والحرية والانفتاح والمدنية المصطنعة هل من أسس فكركم ان تحكموا على العام بصورة جزئية فردية, لعلكم ستجيبون بنعم لأنكم تعلمون أنها الهيئة من وضعتموها نصب أعينكم, ولكن يخيب ظنكم كالعادة لأنكم ما زلتم لا تميزون ان الهيئة ليست إلا من صلب المجتمع السعودي تمثل حقيقة الروح السعودية الملتزمة المؤمنة, الهيئة ليست فرضا بل هي اختيارنا اقتناعا لا إتباعاً.
المشكلة الأساسية ان الهيئة بمختصر الحديث لا تحمي الملتزمين وحدهم, بل قد لا تصلهم خدماتها, بل هي فعليا تحمي غير الملتزمين من الأنفس المريضة التي تسير بينهم, لأنهم يعيشون حياتهم بصورة مختلفة عما تعودناها وبالتالي فان الهيئة ستر لهم ولأعراضهم, فالملتزمات من نسائنا لا يحتجن لخدمات احد فالتزامهن يحميهن, لا احكم على الأخلاق ولكني احكم على الشكل العام, لذلك لو جربنا يوماً بدون الهيئة لوجدنا ان الشوارع ستخلو ممن يطالبون بإنهائها.
كلنا الهيئة في حياتنا اليومية وفي مواجهة الباطل والفسق والفجور وفي محاربة الشر والمنكر أينما وجد, لكنها الهيئة وحدها من صرح لها الدستور ان تمارس سلطاتها تنظيما مدنياً, وحتى لا يؤخذ الناس بالظن وتكون فتنة لا نريدها, الهيئة لها من التصريح ما يؤهلها للقيام بأعمالها, ونحن معاونون لها, لكن حملة التشهير والتضليل ليست حملة شعبية, بل هي حملة مدبرة وراءها من وراءها, نعم هناك أخطاء من طبيعة البشر والاجتهاد ولكن حجم الايجابيات أكثر بكثير, واقتطاع الحدث الفردي وصبغه على الانجازات العامة هذا هو الصيد في الماء العكر, لكن بحمد الله مياهنا صافية وستبقى صافية شاء من شاء وأبى من أبى.
alharbit@gmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة