Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حملات الحج والتصاريح!

انقضى موسم حج هذا العام 1434هـ على خيرٍ وراحةٍ، ولبّى من كتب الله له الحجَ في هذا الموسم نداء أبيه إبراهيم الخليل -عليه وعلى نبيينا أفضل الصلاة والسلام-.

A A
انقضى موسم حج هذا العام 1434هـ على خيرٍ وراحةٍ، ولبّى من كتب الله له الحجَ في هذا الموسم نداء أبيه إبراهيم الخليل -عليه وعلى نبيينا أفضل الصلاة والسلام-.
وكان هذا الموسم من المواسم التي شهدت تغيرات نوعية جديدة، فهو الموسم الأول بعد بداية مشروعات توسعة الحرم والمطاف الجديدة، وما نتج عن ذلك من تخفيض لأعداد الحجاج قد يصل للثلث أو الربع تقريبًا.
مما ظهر ذلك جليًا على التنظيم والإعداد في هذا الموسم المبارك، وقد بُذلت جهود عظيمة من قبل الجهات المعنية وعلى رأسها لجنتي الحج العليا والمركزية، وبمتابعة شخصية من قِبل أمير المنطقة -وفقه الله- وسعادة وكيل الإمارة -أعانه الله-.
وحيث أني قد وفقني الله للحج في هذا الموسم، فإني أجدها فرصة لأقدّم شكرًا آخر لفئات أخرى كانت موجودة في الميدان وفي قلب الحدث صباحًا ومساءً، تعمل وتكدح بكل تفانٍ ونشاط، وأعني رجال الأمن من شرطة وجيش وطلاب الكليات الأمنية وطلاب الجوالة في الجامعات والكشافة في مدارس التعليم العام.
فقد كانوا يقُدِّمون صورًا رائعة وخِدمةً راقية في خدمة الحجيج وإعانتهم وإرشاد التائهين منهم، بل وحملهم في العربات أو حتى على الأكتاف للوصول بهم إلى أماكنهم! فجزاهم الله كل خير.
لقد شهد هذا العام صرامةً وحزمًا في تطبيق الأنظمة المتعلقة بالحصول على تصاريح الحج، لحجاج الداخل والخارج، ومن المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء! وكانت هناك جهود موفقة في ضبط الحملات الوهمية التي لم يتق أصحابها الله تعالى في هؤلاء الحجاج!
ومع هذه الأنظمة التي لابد منها، يتبقى هناك أمر لابد أن يُصاحب هذه التنظيمات ويواكبها حتى يكون التقيد بالأنظمة سهلًا أو لا يدخل من يريد الحج بسببها في الحرج والمشقة، فيصل إلى خيارين مُرّين: إما أن لا يحج، أو يُغامر فيحج وهو مُخالف!
وبيان ذلك: أن الحصول على تصريح لحجاج الداخل يعني التسجيل في حملة للحج، وهذه الحملة حتى تكون حملةً ذات قدرات وإمكانات معقولة لابد أن تُدفع مبالغ للشخص الواحد لا تقل عن سبعة آلاف ريال وقد تصل للعشرة آلاف وأكثر من ذلك!!
فإن كان مع المواطن أو المقيم والديه أو زوجته وأبناؤه فإنه سيتكلف في هذه الحملة التي لا تزيد عن خمسة أيام ما لا يقل عن عشرين إلى خمسة وعشرين ألف ريال!
إذن لكي نضمن التزام مريدو الحج بالأنظمة والتعليمات ،فلابد من دراسة هذا الموضوع دراسةً وافية، والوقوف على حلول من شأنها تخفيض أجور الحج مع الحفاظ على المستوى المعقول من الخدمة الواجبة في حق قاصدي بيتِ الله تعالى.
ومن ذلك: النظر في تأجير خيام منى ومواقعها على الحملات! وإلى متى يستمر هذا التأجير؟ فإن ذلك من أسباب غلاء الأسعار والذي يكون ضحيته الحاج الكريم!
إذن لابد من التفكير في إيجاد حملات مدعومة من قِبل الهيئات والمؤسسات الخيرية أو أهل الخير وهم كثير في بلادنا ولله الحمد، وفي مواقع مناسبة، حتى توفر فرصًا لمنْ لا يستطيع دفع مبالغ كبيرة ولم يسبق له الحج أن يحج دون أن يُحرم أو يُخالف فيُعاقب!
ومن الملاحظات في هذا الموسم وغيره عدم كفاية وسائل النقل المناسبة لتنقل الحجاج بين المشاعر، لاسيما بين منى والجمرات خاصة للنساء والعجزة والمرضى! الذي رأيناهم يمشون يوميًا لمسافات طويلة وشاقة، إذا استثنينا من هم على مقربةٍ من قطار المشاعر.
fhdg1432@gmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store