Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حج مبرور وعزم مشكور

تهنئة قلبية مُفعمة بالشكر والتقدير أرفعها لخادم الحرمين الشريفين على نجاح حج هذا العام وتحية إكبار وإجلال واعتراف بالفضل لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، على حزمه وعزمه في تنظيم الحج، وتوفير الر

A A
تهنئة قلبية مُفعمة بالشكر والتقدير أرفعها لخادم الحرمين الشريفين على نجاح حج هذا العام وتحية إكبار وإجلال واعتراف بالفضل لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، على حزمه وعزمه في تنظيم الحج، وتوفير الراحة لحجاج بيت الله الحرام، فقد قرأت ما سطّرته بعض الأقلام من ملاحظاتٍ على حملة (لا حج إلاَّ بتصريح)، لاشك أنَّ تلك الأقلام نظرت للقضية نظرةً عاطفيةً محضة، ولم تنظر للواقع المتأزم للافتراش والحج العشوائي بدون تصريح، وما ينتج عنه من أضرار تُعكِّر صَفوالحجيج، بدايةً تعاطفتُ مع تلك الأقلام ولكن حين رأيتُ نتائج تلك الحملة المباركة، وانعكاساتها الطيّبة على الحجاج من حيث قلة الازدحام، وحسن التنظيم، وسهولة التحرك بين المشاعر، وخاصةً رمي الجمرات الذي كان يُشكِّل أكبر مُعضلةٍ في الحج، أصبح من الشعائر التي يسير إليها الحاج بكل سكينة ووقار، كل ذلك جعلني أُشيد بتلك النظرة الواعية التي درست الواقع دراسة عملية، هدفها تحقيق الأمن والطمأنينة لضيوف الرحمن، فبوركت من حملة وبورك صاحبها ومنفذوها.
صحيح أنَّ مشكلة الافتراش وحملة (لا حج إلاّ بتصريح) لم تُؤتِ بثمارها مئة بالمئة، حيث رأينا بعض المخالفين والمفترشين قد تحدّوا الأوامر وذهبوا للحج بدون تصريح، حتى أن بعض العمالة التي كانت تقوم ببعض الأشغال لديَّ ذهبوا للحج من غير تصريحٍ وعادوا من غير أن يتعرضوا لأي مُساءلة.
والمقصد من هذا القول: أنَّ التراخي من قِبَل البعض مع أولئك المخالفين سوف يُشجِّع مَن توجّس خِيفةً على اختراق النظام، لأنَّه رأى أنَّ غيره لم يتعرض لأي عقوبة، وهكذا رويدًا رويدًا يعود الكتان كما كان، وتتفشى المشكلة أكثر من ذي قبل، وفي نظري لوأنَّ هناك من يقوم -ولوعشوائيًا- بالتفتيش والبحث عن المخالفين داخل المشاعر، وسحب إقاماتهم منهم مع تركهم يُكملون حجّهم تقديسًا وتقديرًا لفريضة الحج، ثم بعد الحج تُتخذ الإجراءات اللازمة بحقهم. وبهذا يكونون عِبرة لكل من تُسَوِّل له نفسه الاستخفاف بالقوانين والأنظمة.
إنَّ تحدِّي النظام من قِبَل البعض هومن أكبر العوائق في استمراره، ويا ليت يستمر هذا النظام وهذا التحديد للحجاج والمعتمرين طوال العام، حتى يَنعم الجميع بالسكينة والهدوء.
لكن أعيد وأقول لقد كان حَجًّا سهلًا ميسورًا، بفضل الله أولًا ثم بفضل الجهود المبذولة، فشكرًا ثم شكرًا وشكرًا لكلِ عَقلٍ فَكَّر وخَطَّط، وكُلِ عَينٍ سَهرتْ وَوَفَّتْ، وكُلِ رِجْلٍ سَعَتْ ونَفَّذَتْ، وكُلِ يَدٍ عَمِلَتْ وَأَدَّتْ. بارك الله في الجميع، وتقبل الله من الحجيج حجَّهم، وأرجعهم إلى ديارهم سالمين غانمين، مغفوري الذنب كيوم ولدتهم أمهاتهم.. آمين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store