Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كن سعيداً

كل الذين عاشوا قبلنا بآلاف أو مئات أو عشرات السنين ماتوا وذهبوا وأصبحوا جمادات بقيت الذكرى وبقي التاريخ يلوك تلك الأسماء بذكر طيب عند من أحبهم أو ذكر سيئ عند من كرههم أو لا ذكر مطلقا لمن عبروا الحياة

A A
كل الذين عاشوا قبلنا بآلاف أو مئات أو عشرات السنين ماتوا وذهبوا وأصبحوا جمادات بقيت الذكرى وبقي التاريخ يلوك تلك الأسماء بذكر طيب عند من أحبهم أو ذكر سيئ عند من كرههم أو لا ذكر مطلقا لمن عبروا الحياة بشكل اعتيادي روتيني لا مجال لذكرهم أو التحدث عنهم .ولهذا كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام .وهذه أكبر عبرة لمن يعتبر فمهما كنت نشيطا متفوقا مسيطرا تبالغ في إذلال الناس وقهرهم والتسلط عليهم فأنت في نهاية الأمر مثلك مثل من سبقك سيأتي يوم وتكون نهايتك في كفن وقبر يفرح من يكرهك ويحزن على فراقك من أحبك واستفاد من ورائك لأنك صرت بلا منفعة وانعدم الوفاء لمن بعدك لأنك لم تعد تملك شيئاً يذكر ..إذاً هذه هي الدنيا تقول بملء فيها : حذارِ حذارِ من بطشي وفتكي .ومهما كنت ذا مال وسطوة ومهما أحطت نفسك بكل أسباب القوة والعظمة فإنك في نهاية الأمر ستنتهي بلا أي شئ وأول من سيسعد بموتك وذهابك هم من ورثك لأن المال سيئول لهم وستذهب غير مأسوف عليك إلا ما اعتاد الناس عليه من أيام العزاء وطقوسه .ولهذا من يسترجع الصحف قبل ستين سنة مثلا ويقرأ تلك الأسماء التي تملأ الصحف من سياسيين وكتاب ومثقفين ورجال أعمال وفنانين ورياضيين سيجد أنهم تحت الثرى وذهبوا إلى الحياة الآخرة يوم الحساب يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .ولهذا عش حياتك ولا تقلق ولا تحزن وكن سعيداً تلقائياً بسيطاً فإن الحياة إلى زوال وهي لا تستحق معاناتك وحزنك وألمك . وعندما تفكر في الأذى والانتقام تذكر أناساً آساءوا إليك ثم نقلت الأخبار أنباء سيئة عنهم عند ذلك تجد أن أموالهم التي اغتصبوها وحقوق الغير التي سرقوها وحرموا غيرهم منها ستتحول إلى ذنوب يحاسبهم بها رب العباد بينما أنت لم تظلم أحداً ولم تعتدِ على أحد وفضلت السلام والوئام على العراك والتشاحن والتباغض .ولهذا أكثر مايؤذي عدوك هو أن تعيش حياتك بكل بساطة ومتعة وفرح وسعادة دون اكتراث أو توتر أو ضيق أو تحسر أو ألم .فقط دع أعداءك يعرفون أنك سعيد ولا تكترث بما يخططون ويحرصون على تتبعك ومعرفة أخبارك بقصد تصيد أخطائك والنيل منك لأن لا مبالاتك ستصيبهم في مقتل وسينطبق عليهم قول الشاعر.
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله .
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله .
بمعنى لا يكون شعارك الصبر على الأذى والألم مما يحصل لك فقط بل التمتع بالحياة وجمالياتها والفرح والبهجة وتجاهل مايكيدون ويفعلون .وستجد أن حياتك جميلة وسعيدة وأنك تعيش أجمل أوقاتك لأن هناك أموراً لا تستطيع تغييرها وبالتالي حلها هو فقط أن تعيش حياتك وتستمتع بها وتنظر إلى كل ماهو جميل بها دون قلق ولا توتر أو ضيق .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store