Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تكريم المثقفين

لست أعلم لِمَ يتم تكريم بعض المثقفين السعوديين من أدباء ومفكرين وكُتّاب وغيرهم بطريقة جماعية، في احتفالات معيّنة، يأتي فيها التكريم بطريقة عرضية، تخلو من أساليب الاحتفاء؛ كالتي نشهدها في العالم من

A A

لست أعلم لِمَ يتم تكريم بعض المثقفين السعوديين من أدباء ومفكرين وكُتّاب وغيرهم بطريقة جماعية، في احتفالات معيّنة، يأتي فيها التكريم بطريقة عرضية، تخلو من أساليب الاحتفاء؛ كالتي نشهدها في العالم من حولنا! والحق هنا أن التكريم بذاته أمر حتمي على كل أمة تريد تمييز مثقفيها، وتقدير أطروحاتهم وأفكارهم، وما قدموه من نتاج ثقافي يستحق الإضاءة، وأرفع الأوسمة، ناهيكم عن الشكل والإعداد للتكريم بأساليب عصرية ترتقي إلى مستوى جهود المثقفين، وما قدموه من فكر لأمتهم وأوطانهم.
وللأسف تتقاعس بعض المؤسسات الثقافية في أداء دورها تجاه المثقفين تكريمًا واحتفاءً، ويبقى المثقف ينتظر دوره الجماعي مع قائمة المكرمين في مهرجان أو احتفال ما، قد لا يكون له علاقة البتة بالثقافة وأهلها.
وبالمناسبة ثمة أسماء عديدة من المثقفين والمثقفات يستأهلون التقدير؛ نظير ألقهم وثقافتهم التنويرية على مدى سنين، ومنهم -بلا شك- الزميل وأستاذنا الكاتب والروائي الناجح محمد المزيني، الذي لا يحتاج شهادة أو إشادة من أحد، لكن فكره الرائد في عالم الكتابة والرواية والإنجاز الثقافي يعني الأهلية والجدارة بأن ينال الجوائز المحلية والعربية، بل والعالمية، وهذا الأديب والمثقف قدم العديد من المنجزات الثقافية في أشكال عدة لا يمكن حصرها في مقالة، أو سردها في أسطر عابرة، فمثل رواياته خليقة بالنقد والتحليل العميق الذي يتطلب كتبًا وليس مقالة؛ وبما أن الحديث عن الكتاب والمثقفين؛ قرأتُ مؤخرًا كِتَابًا بعنوان (متفرقات ناصر ـ سياحة مع القلم) لمؤلفه الرائع ناصر بن زيد العليق، وقد أدهشني أسلوب الطرح الذي ينم عن سحر خاص في الكتابة، يتلاقى مع عنفوان البلاغة في أوجها بنمط عصري يلخص تجربة المؤلف في مدرسة الحياة كما قال. وكتبتُ عن هذا الكتاب بالذات لأننا بحاجة أيضًا إلى إضاءات صحافية وتلفزية من خلال البرامج الثقافية وغيرها؛ تُسلِّط أشعتها على تلك الكتب القيّمة، حتى إن لم تتجاوز المئة ورقة، فالعبرة برصانة الأسلوب، ورشاقة القلم، وخلاصة التجربة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store