وفي جولتي مع جمعية حقوق الإنسان إبان هذه الأزمة الطاحنة التي تشهدها جدة بسبب السيل الفاجع، سمعت من المتضررين ألوانًا من الشكاوى.ومن هذه الشكاوى غياب مرجعية موحدة يسمع منها المواطن ويعود إليها في الملمات، فالفتاوى هنا متعددة و (الطاسة) ضائعة.. الدفاع المدني في واد، والأمانة في واد، والآخرون في واد، وكل يزعم وصلاً بليلى، وليلى تحت الأنقاض غريقة.يقول المواطن الغارق في أزمة السيل إن الدفاع المدني لم يظهر إلّا اليوم التالي، أي يوم التاسع من ذي الحجة، وفي بعض المناطق ظهر يوم الأزمة، لكن على ظهر هيلوكبتر، لا للإنقاذ ولكن للتصوير فقط لا غير.ربما كان العذر كامنًا في الالتفات إلى موسم الحج لأهميته القصوى لدى المسؤولين عناية بضيوف الرحمن. قد يكون العذر وجيهًا، لكن لا بد من خطة احترازية لمواجهة هيك كوارث. ولعل المستقبل يحمل جديدا يغير هذه الصورة السلبية القاتمة.وأخرى أذكّر بها الدفاع المدني الذي يهتم أحيانًا بالتفاصيل، وينسى الصورة الكبيرة، ففي كيلو 11 التهمت حفرة كبيرة لا يقل قطرها عن 30 م عشرات السيارات كما عشرات الجثث. والغريب المفزع أن حفرة الموت (كما سمتها هذه الصحيفة) لم تكن وليدة السيل الجارف، إنما جناية أعمال تمديدات الصرف الصحي وربما المياه العذبة، لكن المؤسف أنها كانت مفتوحة لشهور كثيرة حسب إفادة المواطنين هناك.لماذا تغض جهة حكومية الطرف عن أخطاء جهات حكومية أخرى بالرغم من ضررها البالغ حتى قبل السيل العنيف؟! كيف يحلو للدفاع المدني منع منشأه بسيطة من مزاولة عمل تجاري عند إخفاقها في توفير أجهزة بسيطة حفاظًا على السلامة، في حين تتجاهل ما تحدثه جهات حكومية يُفترض أن ترسم نموذجًا للآخرين في مراعاة السلامة والمحافظة على أراوح الناس.وأما استخراج السيارات من حفرة الموت، فقد استغرق وقتًا طويلاً، وحتى يوم الاثنين (13 الحجة) لم تكتمل عمليات الاستخراج، وظلت السيارات المستخرجة ملقاة على جوانب الحفرة شاهدة بقوة على بطء التحرك الرسمي الرتيب. وغدًا أواصل مع مشهد آخر .
من واقع الكارثة “1”
تاريخ النشر: 04 يونيو 2010 04:53 KSA
وفي جولتي مع جمعية حقوق الإنسان إبان هذه الأزمة الطاحنة التي تشهدها جدة بسبب السيل الفاجع، سمعت من المتضررين ألوانًا من الشكاوى.
A A