Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تقنيات ولا في الأحلام!

"ما أجمل أيام زمان، ليتها تعود مجدداً.. لقد أفسدتنا التكنولوجيا وعلّمتنا الكسل وأضعفت علاقاتنا ببعضنا البعض، حتى إننا أصبحنا نعيش في خمول وعزلة عن الآخرين".

A A
"ما أجمل أيام زمان، ليتها تعود مجدداً.. لقد أفسدتنا التكنولوجيا وعلّمتنا الكسل وأضعفت علاقاتنا ببعضنا البعض، حتى إننا أصبحنا نعيش في خمول وعزلة عن الآخرين". من منا لم يسمع ويقرأ كثيراً هذا الكلام كلما دار الحديث عن التكنولوجيا وتأثيراتها؟
الحقيقة أني أختلف كثيراً مع هذا القول، وقد سبق لي كتابة مقال عن التأثيرات الإيجابية العديدة التي أحدثتها التكنولوجيا في حياتي على كل المستويات الاجتماعية والأسرية والأكاديمية والعلمية، مستشهداً في ذلك بصفحاتي الشخصية على فيسبوك وتويتر وask.fm وسلايدشير وcause.com ويوتيوب وغيرها.
ولكن ماذا عن "الكسل"، أليس صحيحاً أننا أصبحنا أقل حركة ونشاطاً بسبب التكنولوجيا التي جعلت كل شيء على أطراف أصابعنا؟
الحقيقة أن هذا أيضاً ليس صحيحاً في اعتقادي, فأنا أدين بالفضل للتكنولوجيا الحديثة التي ساهمت بشكل كبير في جعلي أكثر نشاطاً وحيوية وفي إبعاد الملل والخمول عن نفسي من ممارسة الرياضة.. دعوني أشرح لكم كيف.
أمارس هواية الجري لمسافات طويلة منذ أكثر من 20 عاماً بمعدل 3-4 مرات أسبوعياً، اعتدت خلالها على تسجيل بيانات كل مرة أجري فيها وذلك في دفتر مفكراتي اليومية، حيث أسجل يدوياً المسافة التي قطعتها والزمن والوزن، وبعض تلك الدفاتر القديمة بدأت في التآكل مع الوقت.
وقبل عدة أشهر قمت بشراء ساعة ألبسها عند الجري، وبعد الانتهاء أقوم بإدخالها في مدخل الـ USB بكمبيوتري فتقدم لي معلومات كاملة بالرسوم البيانية عن المسافة التي قطعتها وخريطة ستاليت (GPS) متحركة لي وأنا أجري والوقت والزمن وعدد السعرات التي حرقتها ونبضات القلب وحالة الجو خلال كل يوم. ليس هذا فحسب، بل وتقدم لي مقارنات عن أدائي خلال كل شهر مع الأشخاص من نفس عمري حول العالم وتسمح لي بإضافة أصدقائي الذين يمارسون هذه الرياضة ويستخدمون نفس التقنية للمقارنة والتفاعل معهم.
هذه الساعة والتطبيق الخاص بها تمارس أيضا بشكل ذكي تشجيعي وتحفيزي بالهدايا الافتراضية كلما كسرت رقماً جديداً مسافةً أو زمناً، كما تسمح لي بتسجيل ملاحظاتي بعد كل مجهود ومشاركة ذلك مع أصدقائي على تويتر وفيسبوك. الجميل أن كل تلك البيانات محفوظة ومسجلة رقمياً بحيث أستطيع العودة والاطلاع عليها بشكل رسوم بيانية للأسبوع أو الشهر أو السنة أو أكثر.
للعلم.. هذه مجرد نبذة لما قدمته لي هذه التقنية وكان لها أثر بالغ على إعادة تحفيزي لممارسة الرياضة كلما قلّ حماسي أو بدأ الملل يدب في نفسي.
خلاصة القول: في أيدينا اليوم أشكال مختلفة من التقنيات عظيمة الفائدة بشكل لم نكن حتى نحلم به من قبل وبتكلفة بسيطة لا تذكر.. أفلا نستفيد اذاً منها بدلاً من لعنها ولومها على ممارساتنا الخاطئة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store