Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الثانوية والمرحلة الجامعية

تحدثت في مقالٍ سابق عن معلمي المرحلة الابتدائية والمتوسطة تحت عنوان: «الطالب وضمير المعلم»، وفي هذه المقالة سأستكمل الحديث عن المعلم في المرحلة الثانوية، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات.

A A
تحدثت في مقالٍ سابق عن معلمي المرحلة الابتدائية والمتوسطة تحت عنوان: «الطالب وضمير المعلم»، وفي هذه المقالة سأستكمل الحديث عن المعلم في المرحلة الثانوية، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات. أُسجِّل الشكر في البداية لوزارة التربية والتعليم لتطويرها عملية التعليم عندنا في حاجتين أساسيتين، أولهما منع الضرب في المدارس، وثانيهما نجاح الطلاب بالتقويم، خاصة المرحلة الابتدائية، ولاحقًا -بإذن الله- المرحلة المتوسطة، لأن المعلمين والمعلمات لو كانوا على مستوى التعليم، ومعرفة فنونه ومهاراته وحسن أدائه لم يبقَ طالب أو طالبة يحضر المدرسة؛ إلاّ وقد استوعب وفهم، وبالتالي عدم الحاجة للاختبارات ورهبتها، والدروس الخصوصية والهيلمان الذي ليس له داعٍ، إنما عبور بالتقويم، أمّا المرحلة الثانوية فأهدافها تختلف، وهي مرحلة عمرية للإعداد للمستقبل، والاعتماد فيها -بعد الله- على الطالب نفسه أكثر من المعلم، والمدى المعلوماتي للمنهج أوسع رحابة وأكثر تطورًا، والطالب في سن «رجولي» قد تخطى -إلى حدٍّ بعيدٍ- سن الطفولة والمراهقة، فالمدرسة وإدارتها -بل الوزارة بأكملها- لابد أن يكونوا على مستوى المسؤولية لكل ما يتعرَّض له طلاب وطالبات هذه المرحلة من الناحية الفكرية والتربوية، وأول الأمور أهمية غرس جوانب الإيمان والاعتقاد الصحيح بالله ورسوله، وتعليم الوسطية ونبذ التطرف، وتأصيل قضايا الانتماء للوطن، والبحث عن سبل الحوار، وتوطين معاني الحرية والشفافية، وإشراك الطلاب والطالبات في هذه المرحلة في مجالس المدارس مهمٌّ جدًّا، وتفعيل المشاركة الاجتماعية والرياضية والفكرية هو إكسير التغذية للروح والنفس والجسم، والتنوير التقني للطلاب والطالبات أكثر إلحاحًا، وأقصد بذلك كيف يواجه الطلاب والطالبات الكم الهائل من المعلومات عبر «جوجل»، و»اليوتيوب»، و»التويتر»، «والفيس بوك»، وكذا المواقع الإلكترونية العالمية، والقنوات المفتوحة والمغلقة.
إن الطالب والطالبة في هذا السن يجب أن يُميّز، ويجب أن يناقش، ويجب أن يدعم بمعلمين على مستوى المسؤولية من الحوار، حتى يتم الاقتناع، ولا داعي أن يضلل الطلاب والطالبات بعمل حَجْر عليهم من معرفة كل ما يدور حولهم، ومن الأمور التي تعطي الوطن عافيته، أن تعرف الوزارة مستجدات وطلبات هذه الفئة العمرية، ولا تستخف بشأنهم، لأنهم سيكونون غدًا في الجامعات، وطلاب وطالبات الجامعات جوّهم مفتوح، ويواجهون بأعضاء هيئة تدريس بارزون في تخصصاتهم الدقيقة، ويتباينون في تدريسهم ومعاملاتهم لطلابهم، وأساتذة الجامعات لهم ساعات مكتبية قلّما يستفيد منها الطلاب، كما أن الجامعة مرحلة لخوض تجربة شخصية من خلال الاعتماد على النفس، والانطلاقة الذاتية في الأنشطة الطلابية، وهناك حرية لاختيار الأساتذة والمواد، ويُعدُّ رئيس القسم مفتاح العملية التعليمية، وهو ولي أمر الطالب أكاديميًّا، فإن لم يفِ هو، فعميد الكلية، حتى يكتب الله له التخرج من الجامعة، وذلك هو يوم بهجته وسروره.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store